فقال النظام: ان وقوع هذه الصورة محال. فقال له: أيها الجاهل فكيف يكون الخمود الذي يستلزم المحال لا يكون هو في نفسه محالا ويكون الخلود محالا مع عدم استلزامه المحال (1).
وأيضا قد ذكر في الكتاب أنه يقول في مناجاة الرب: اللهم ما عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الصادقين عليهم السلام صلواتك عليه وعليهم حسب منازلهم عندك، فتقبل ذلك كله منى وعنهم، وأعطني من جزيل ثوابك بحيث ما أنت أهله (2) وقد حكي عن كتاب الفصول المتلقاة من تأليفات علم الهدى قدس الله سره عن شيخه المفيد أن هشام بن الحكم كان من أكابر أصحاب الإمام الهمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وكان محدثا متكلما فقيها ثم أدرك فيض صحبة الامام السابع عليه السلام، وكنيته أبو محمد وأبو الحكم ومولى بني شيبان. وعاش في الكوفة، وبلغ علو مرتبته عند الامام السادس عليه السلام إلى حد يقدمه على كهول أصحابه في الجلوس مع كونه شابا.
فذات يوم في منى ذهب إلى خدمته وكان شابا وقد جلس عنده من مشايخ الشيعة حمران بن أعين، ويونس بن يعقوب، وقيس الماصر، وأبو جعفر مؤمن الطاق وغيرهم، فآواه الإمام عليه السلام إلى منزل أعلى من منازلهم، فاستنبط الامام من قرائن الحال أنه قد ثقل على أفئدتهم من تقديمه هشام، فتوجه إليهم وقال: هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده.
ثم سأل الإمام عليه السلام عن هشام من أسماء الله ومادة اشتقاقها، فعرض الجواب على طريق الصواب، ثم خاطبه الإمام عليه السلام وقال: يا هشام إن الله أعطاك هذا الفهم والجودة لتدفع أعداءنا، فقال: إنشاء الله، فدعاه الإمام عليه السلام