الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ٧
أخذ عنه غلامه أبو عمرو الزاهد (1) والأخفش الصغير علي بن
(1) هو أبو عمرو الزاهد محمد بن عبد الواحد المطرز الباوردي المعروف ب (علام ثعلب) (261 - 345) ه، ونسبته إلى (باورد، وهي ابيورد: بلدة في خراسان) وضبطه عامة المترجمين له (أبو عمر) بلا ولو، وان كتبه بعض المتأخرين كما في المتن بالواو. من أئمة اللغة وأكابر أهلها واحفظهم لها. قال أبو علي بن أبي علي التنوخي عن أبيه: " ومن الرواة الذين لم ير - قط - أحفظ منهم: أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين الف ورقة في اللغة - فيما بلغني - وكان لسعة حفظه يطعن عليه بعض أهل الأدب، ولا يوثقونه في علم اللغة، حتى قال عبيد الله بن أبي الفتح: لو طائر طار في الجو لقال أبو عمر الزاهد: حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي، ويذكر في معنى ذلك شيئا.. " وكان ثقة لدى أهل الحديث، فعن الخطيب البغدادي - كما في ترجمته -:
" رأيت جميع شيوخنا يوثقونه ويصدقونه " وعن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن: " رأيت أشياء كثيرة مما أنكر على أبي عمر، ونسب فيها إلى الكذب فوجدتها مدونة في كتب اللغة، وخاصة في الغريب المصنف لابي عبيد " وعن أبي القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي: " لم يتكلم في اللغة أحد من الأولين والآخرين بأحسن من كلام أبي عمر الزاهد ".
أخذ أبو عمرو عن أبي العباس ثعلب، وصحبه - طويلا - حتى نسب إليه، فقيل (غلام ثعلب) وأخذ عنه أبو علي الحاتمي الكاتب اللغوي، وأبو القاسم بن برهان وغيرهما كثير.
كان كثير التصنيف - وأكثر ما يمليه من تصانيفه على ظهر الخاطر - حتى قيل:
إنه أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة من اللغة * وأحصيت مؤلفاته فكانت زهاء الخمسين مؤلفا كلها في اللغة والأدب، منها شرح الفصيح الثعلب، وفائت الفصيح واليواقيت في اللغة، والمرجان في اللغة، وغريب الحديث، وكتاب القبائل، وفائت الجمهرة وفائت العين، والموشح، والسريع، والمداخل في اللغة، والنوادر، وغيرها كثير مدحه أبو العباس اليشكري - في مجلسه - فقال:
أبو عمر يسمو من العلم مرتقى * يزل مساميه ويردى مطاوله ولو أنني أقسمت ما كنت حانثا * بأن لم ير الراؤون حبرا يعادله هو الشخت جسما، والسمين فضيلة * فأعجب بمهزول سمان فضائله تدفق بحرا بالمسائل زاخرا * تغيب عمن لج فيه سواحله إذا قلت: شارفنا أواخر علمه * تفجر حتى قلت: هذي أوائله توفي يوم الأحد 13 ذي القعدة سنة 345 ه - في أيام المطيع لله - ودفن في (الصفة) المقابلة لقبر (معروف الكرخي).
(عن معجم الأدباء، والكنى والألقاب، وتاريخ بغداد، وأعلام الزركلي)
الحسين بن المختار القلانسي: من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كثير الرواية عنهما. درج أقوال الرجاليين القدماء في توثيقه، حتى الشيخ في (فهرسته) إلا أنه في (رجاله) رماه بالوقف وتبعه ابن شهرآشوب وابن داود والعلامة. واعترض البهائي على الشيخ في ذلك. وبالنتيجة: إثبات توثيقه بعدة مؤيدات