الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ١٠
للمبرد (1) وبقي بعده. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد. وفيه
والجمع، كتاب شرح سيبويه، كان بينه وبين ابن الرومي مشادة واختلاف فالأخفش كان كثير المزاح، وابن الرومي كان كثير الطيرة، فربما طرق الأخفش علي ابن الرومي بابه - مبكرا - فيقول - ابن الرومي: من في الباب؟ فيجيبه الأخفش:
" حرب بن مقاتل " وأمثال ذلك من الملاحات، واخذ ابن الرومي يكثر من هجائه للأخفش. قال الأخفش. - يوما - لابن الرومي: إنما كنت تدعي هجاء (مثقال) فلما مات مثقال انقطع هجاؤك. قال: فاختر علي قافية، قال الأخفش: على روي قصيدة دعبل الشينية فانطلق أين الرومي بقوله:
ألا قل لنحويك الأخفش * أنست، فأقصر ولا توحش وما كنت عن غية مقصرا * وأشلاء أمك لم تنبش ومنها:
لئن جئت ذا بشر حالك * لقد جئت ذا نسب أبرش كأن سنا الشتم في عرضه * سنا الفجر في السحر الأغبش وكان - على ضائقته المالية - عفيفا أبيا، فقد عرف منه ذلك صديقه أبو على علي ابن مقلة، فسعى له عند الوزير علي بن عيسى - يومئذ - فانتهره الوزير ولم يجبه إلى وساطته في (الأخفش) وبلغ الأخفش ذلك، فاغتم كثير أو طوى على الفقر واقعه الأبي، وانتهت به الحال إلى أن اكل (الشلجم) النبئ - كما قيل - وروى: أنه قبض على قلبه فمات فجأة.
توفي في بغداد في شعبان سنة 315 - أو 316، وهو ابن ثمانين، ودفن في مقبرة (قنطرة البردان) - قرية من قرى بغداد.
(عن معجم الأدباء، والكنى والألقاب، تاريخ بغداد، أعلام الزركلي) (1) هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسان بن سليمان بن سعد بن عبد الله ابن يزيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف بن أسلم -
الحسين بن المختار القلانسي: من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كثير الرواية عنهما. درج أقوال الرجاليين القدماء في توثيقه، حتى الشيخ في (فهرسته) إلا أنه في (رجاله) رماه بالوقف وتبعه ابن شهرآشوب وابن داود والعلامة. واعترض البهائي على الشيخ في ذلك. وبالنتيجة: إثبات توثيقه بعدة مؤيدات