الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ٣٢٤
رهط إلى علي - عليه السلام - بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: وكيف أكون مولاكم، وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله (ص) يقول - يوم غدير خم -: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، قال رباح:
فلما مضوا تبعتهم وسألت عنهم، قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري " (1).
توفي - رحمه الله - غازيا بالقسطنطنية من أرض الروم سنة 51 من الهجرة.
ونقم عليه بعض أصحابنا قتاله مع معوية ودخوله تحت رايته (2).
وأجيب بأنه انما عمل عملا لنفسه قاصدا به تقوية الاسلام وليس عليه من معاوية شئ - كان أو لم يكن - وهو. كما ترى (3) والأولى أن يقال:
إن الخطأ في الاجتهاد لا ينافي سلامة الأصول.

(١) انظر: كتاب (العمدة) لابن البطريق (ص 46) طبع إيران سنة 1311 ه‍ (2) راجع ما ذكره الكشي في رجاله (ص 39) طبع النجف الأشرف، من قوله: " وسئل الفضل بن شاذان عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وقتاله مع معاوية المشركين، فقال: كان ذلك منه قلة فقه وغفلة، ظن أنه يعمل عملا لنفسه يقوى به الاسلام ويوهى به الشرك، وليس عليه من معاوية شئ كان معه أو لم يكن ".
وحيث أن قتاله مع معاوية لم يكن باذن إمام زمانه الحسين - عليه السلام - نقم عليه بعض الأصحاب ولكن من أين ثبت له أنه لم يكن باذن الحسين - عليه السلام - ولعله كان باذنه، فان أبا أيوب أجل من أن يكون قليل الفقه والمعرفة.
(3) لعل سيدنا - قدس سره - أشار بقوله (كما ترى) إلى أن القتال مع غير إمام الحق غير مشروع حتى لتقوية الاسلام، وقد أطبق المؤرخون على أن الذين كانوا يحاربون أعداء الاسلام تحت راية الامام - عليه السلام - كانوا يطلبون الاذن منه حينما يريدون أن يبرزوا للقتال، والحروب التي جرت بين النبي (ص) والإمامين أمير المؤمنين علي وولده الحسين. عليهما السلام وبين أعداء الاسلام كانت على هذا النهج.
ولكنا ذكرنا - آنفا - أنه لعله استأذن من إمام زمانه الحسين - عليه السلام - في قتاله مع معاوية، فلاحظ.
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 320 321 322 323 324 325 325 331 332 333 ... » »»
الفهرست