والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال كورت كما قال الله جل ثناؤه والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشئ إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكار، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله:
إذا الشمس كورت إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها. فعلى التأويل الذي الذي تأولناه وبيناه لكلا القولين اللذين ذكرت عن أهل التأويل، وجه صحيح، وذلك أنها إذا كورت ورمي بها، ذهب ضوءها.
وقوله: وإذا النجوم انكدرت يقول: وإذا النجوم تناثرت من السماء فتساقطت، وأصل الانكدار: الانصباب، كما قال العجاج:
أبصر خربان فضاء فانكدر أ يعني بقوله: انكدر: انصب. ذكر من قال ذلك:
28219 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خيثم وإذا النجوم انكدرت قال: تناثرت . حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خيثم، مثله.
28220 - حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وإذا النجوم انكدرت قال: تناثرت 28221 -. حدثني محمد بن موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح، في قوله وإذا النجوم انكدرت قال: انتثرت.
28222 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وإذا النجوم انكدرت قال تساقطت وتهافتت.
28223 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وإذا النجوم انكدرت قال: رمي بها من السماء إلى الأرض.
وقال آخرون: انكدرت: تغيرت. ذكر من قال ذلك: