وأما التغيير فهو وإن كان هدفا له ومن المهمات التي يسعى إليها، ولكنه ليس مسؤولا عن النتائج الخارجية له وعن تحقيق الهداية، وانما عليه أن ينجز (المقدمات الأساسية لها) وهما الانذار والبلاغ:
﴿انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء...﴾ (١).
كما أن تأكيد قضية الانذار أحيانا، لتوضيح أن النبي ليس له طمع في السلطان والجاه والاجر المادي، وانما يريد القيام بواجبه وبمسؤوليته وهي الانذار:
﴿واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون * فان توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين﴾ (٢).
٢ - وضرب الأمثال في القرآن انما جاء من أجل الانذار والتذكير، كما أشارت إلى ذلك بعض الآيات:
﴿ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون﴾ (٣).
٣ - وعندما يكون القرآن حجة وبرهانا ومعجزة، فهو يساهم في عملية الانذار والهداية، ولذلك نجد أن البرهان يقترن بالهداية والنور والصراط المستقيم في القرآن نفسه:
﴿يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا * فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما﴾ (4).