الشيخ محمد عبدة على جانب آخر منه، ذلك لان العلامة الطباطبائي أكد ما فطر عليه الانسان من غرائز وعواطف مختلفة، وهذا شئ صحيح لما لهذه الغرائز من تأثير كبير في حصول التزاحم والتنافس في المجتمع الانساني الامر الذي يؤدي إلى الفساد وسفك الدماء، واساس هذه الغرائز غريزة حب الذات التي جاءت الأديان السماوية ومنها الاسلام من اجل توجيهها توجيها صالحا يدفعها إلى تجنب الفساد والسفك للدماء، ولذلك نجد القرآن الكريم يؤكد دور الهوى في الفساد وسفك الدماء.
والشيخ محمد عبدة حين يغفل هذا الجانب - في مسألة معرفة الملائكة للفساد وسفك الدماء - يؤكد جانبا آخر له دور كبير أيضا في الفساد وسفك الدماء، وهو الإرادة المطلقة والمعرفة الناقصة فلولا هذه الإرادة ولولا هذا النقص في العلم لما كان السفك والفساد.
وعلى هذا الأساس يمكن ان نعتبر كلا الجانبين مؤثرا في معرفة الملائكة لنتيجة هذا الخليفة.
وفي النقطة الثانية نجد الشيخ محمد عبدة يحاول أن يذكر ان الشئ الذي أثار السؤال لدى الملائكة هو قضية أن هذا المخلوق المريد ذا العلم الناقص لا بد أن يكون مفسدا في الأرض وسافكا للدماء، ومن ثم فلا مبرر لجعله خليفة مع ترتب هذه الآثار على وجوده.
وأما العلامة الطباطبائي فهو يحاول أن يذكر في أن الشئ الذي أثار السؤال هو أن الخليفة لا بد أن يكون حاكيا للمستخلف (الله) بخلاف الملائكة، حيث يمكن أن يحكوا المستخلف من خلال تسبيحهم وحمدهم.
وفي هذه النقطة قد يكون الحق إلى جانب العلامة الطباطبائي، ذلك لان التفسير الإلهي لهذه الخلافة كان من خلال بيان امتياز هذا الخليفة بالعلم، كما قد