ان هذا المقطع جاء ليضرب مثلا واقعيا تجاه هذه الحقيقة والفكرة التي عاشتها الانسانية، وهذا المثل هو موقف فرعون من دعوة موسى، حيث نزلت الرسالة على شخص فقير مطارد ويتعرض قومه إلى الاضطهاد، مع أن فرعون هو صاحب الثروة والغنى.
والذي يؤكد هذا الاستنتاج إن المقطع يتبنى اظهار جانب ما يتمتع به فرعون من ثروة وملك وغنى في مقابل موسى الذي هو مهين على حد تعبير فرعون وليس في المواضع الأخرى من القرآن ما يشبه هذا الموقف من فرعون.
فالتكرار فرضه السياق القرآني إلى جانب تحقيق الغرض الديني.
الموضع السابع عشر:
الآيات التي جاءت في سورة الذاريات وهي قوله تعالى:
﴿وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين * فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون * فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم﴾ (١).
وهذه اللمحة العابرة التي تأتي في عرض قصصي مشترك عن الأنبياء من أجل تعداد آيات الله سبحانه، واثبات صدق الدعوة والنبوة، نجد أسلوب السورة المكية الذي كان يفرض طبيعة الموقف فيه ذكر القصص القرآنية بشكل مختصر وعابر.
الموضع الثامن عشر:
الآية التي جاءت في سورة الصف: ﴿وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون اني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ (2).
وفي هذه إشارة إلى موقف معين لبني إسرائيل تجاه موسى، حيث آذوه مع