لا يعلمها إلا الله تعالى والراسخون في العلم بعد أن علمهم الله تعالى إياها، أو بما وفقهم إليه من الطهارة والنقاوة والمعرفة.
وشأن ذلك شأن الحوادث المستجدة أو المكتشفات العلمية الحديثة أو الموضوعات الشرعية الجديدة الحادثة التي يمكن أن نفهم مضمونها والإشارة إليها أو إلى حكمها من القرآن الكريم مع أنها لم تكن معلومة سابقا، وكانت بالنسبة لانسان عصر النزول من عوالم الغيب وعرفها اللاحقون فكانت من عالم الشهود، فمعرفة كل ذلك يمثل تفسيرا للقرآن الكريم كان يعلمه أهل البيت (عليهم السلام).
أو شأن ذلك شأن تأويل الأحاديث الذي أشار إليه القرآن الكريم في قصة يوسف (عليه السلام)، حيث أمكن ليوسف أن يفهم من الرؤيا التي رآها الملك هذا المعنى الخاص الذي يمثل باطنا للصورة الظاهرية التي انعكست في ذهنه عند الرؤيا، فالبقرات العجاف والسنابل اليابسة هي سنين القحط، والبقرات السمان والسنابل الخضراء هي سنين الرخاء، وكذلك الرؤيا التي رآها السجينان في السجن ومداليلها الباطنية.
الملاحظة الثالثة: التأويل في نظر القرآن وأهل البيت (عليهم السلام):
ان أهل البيت (عليهم السلام) ركزوا بشكل واضح في هذه الروايات - على اختلافها - على قضية التأويل والظاهر والباطن، وهذا الموضوع مما أجمع المسلمون على صحته ونسبته للقرآن الكريم وإن اختلفوا في تحديد مفهومه.
ومن أجل أن تتضح الفكرة الأساسية في نظرية أهل البيت بشكل أفضل، بحيث تنسجم مع ما ورد في القرآن الكريم من نصوص من ناحية ومع المضمون الاجمالي للروايات السابقة من ناحية أخرى، يحسن بنا أن نقف عند كلمة (التأويل) بعض الشئ، ويمكن من خلالها أن نفهم الباطن والمتشابه أيضا إضافة