هذا الفراغ ويجيب عن هذه الأسئلة، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن بعض أهل الكتاب ممن رجع إليهم الصحابة في هذه التفصيلات قد أظهر الاسلام، وانسجم مع القادة المسلمين في احكامهم وإطاراتهم، الامر الذي ادى إلى أن يصبحوا من المقربين والمستشارين لهؤلاء القادة، أمثال كعب الأحبار.
وخير ما يشهد لنا على رجوع بعض الصحابة إلى أهل الكتاب في تفسير القرآن هو التفصيلات التي وردت على لسان الصحابة في التفسير عن الاحداث التأريخية السابقة المرتبطة بقصص الأنبياء، لأننا نعرف أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم تسمح له ظروفه الخاصة بأن يفسر القرآن بهذا الشكل الواسع الدقيق وعلى المستوى العام للمسلمين، اضف إلى ذلك اتفاق تفاسيرهم مع ما جاء في التوراة والإنجيل في الخصوصيات (1)، ونحن حين نقول ذلك لا نعني أن النصوص التي تصرح بهذا الاعتماد غير متوفرة (2) كما أن العلماء اعترفوا بهذه الحقيقة التأريخية عندما تحدثوا عن التفسير (3).