الأمة الاسلامية وليس من المعقول ان يقدما على تحريف القرآن ويعملا على معاداة الاسلام دون تحقيق اي مكسب ديني أو دنيوي، وهل يعني ذلك الا فتح الطريق امام المعارضة التي كانت موجودة لتشن هجوما مركزا يملك أقوى الأسلحة التي يمكن استخدامها حينذاك؟!
2 - إن الأمة الاسلامية كانت تشكل حينذاك ضمانة اجتماعية وسياسية قوية تمنع قيام أحد من الناس مهما كان يملك من قدرة وقوة بمثل هذه العمل المضاد للاسلام دون ان يكون لهذا العمل رد فعل قوي في صفوفها، لان المسلمين كانوا ينظرون إلى القرآن الكريم على أنه شئ مقدس غاية التقديس، وأنه كلام الله سبحانه الذي لا يقبل اي تغيير أو تبديل حتى من قبل الرسول نفسه كما اكد ذلك القرآن الكريم (1). كما أنهم ناضلوا وجاهدوا في سبيل مفاهيم القرآن وآياته واحكامه التي كانت تعايش حركتهم لمدة ثلاثة وعشرين عاما، وضحوا بأنفسهم من أجل هذا الدين الجديد الذي كان يشكل التصرف في القرآن - في نظرهم - خروجا عنه وارتدادا عن الالتزام به.
3 - إن الحكم في عهد الشيخين لم يسلم من وجود المعارضة التي كانت ترفع أصواتها أحيانا من أجل خطأ يقع فيه الخليفة في تطبيق بعض الأحكام، ومع هذا لا نجد في التأريخ أية إشارة إلى الاحتجاج أو ما يشبه الاحتجاج مما يشير إلى وقوع هذه الفرضية، فكيف يمكن أن تسكت المعارضة في كلامها وأقوالها زمن الشيخين أو بعدهم عن كل ذلك؟!
ومن هنا يتضح موقفنا من السبب الثاني:
فأولا: إن وعي الأمة ونظرتها المقدسة للكتاب وصلته بالله بشكل لا يقبل التغيير والتبديل لا يسمح بوقوع مثل هذا العمل مطلقا.