ولذائذها العابرة!
إلا أن الصلاة بما أنها تؤدى في أوقات مختلفة، وفي كل يوم وليلة خمس مرات، فإنها تخطر الإنسان وتنذره، وتبين له الهدف من خلقه، وتنبهه إلى مكانته وموقعه في العالم بشكل رتيب، وهذه نعمة كبرى للإنسان بحيث أنها في كل يوم وليلة تحثه وتقول له: كن يقظا.
5 - إن الصلاة تحطم الأنانية والكبر، لأن الإنسان في كل يوم وليلة يصلي سبع عشرة ركعة، وفي كل ركعة يضع جبهته على التراب تواضعا لله، ويرى نفسه ذرة صغيرة أمام عظمة الخالق، بل يرى نفسه صفرا بالنسبة إلى ما لا نهاية له!.
ولأمير المؤمنين علي (عليه السلام) كلام معروف تتجسد فيه، فلسفة العبادات الإسلامية بعد الإيمان بالله، فبين أول العبادات وهي الصلاة مقرونة بهذا الهدف إذ قال: " فرض الله الإيمان تطهيرا من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر " (1).
6 - الصلاة وسيلة لتربية الفضائل الخلقية والتكامل المعنوي للإنسان، لأنها تخرج الإنسان عن العالم المحدود وتدعوه إلى ملكوت السماوات، وتجعله مشاركا للملائكة بصوته ودعائه وابتهاله، فيرى نفسه غير محتاج إلى واسطة إلى الله أو أن هناك " حاجبا " يمنعه... فيتحدث مع ربه ويناجيه!.
إن تكرار هذا العمل في اليوم والليلة - وبالاعتماد على صفات الله الرحمن الرحيم العظيم، خاصة بالاستعانة بسور القرآن المختلفة بعد سورة الحمد التي هي خير محفز للصالحات، والطهارة - له الأثر في تربية الفضائل الخلقية في وجود الإنسان!
لذلك نقرأ في تعبير الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) عن حكمتها قوله: " الصلاة قربان كل تقي! " (2).