ل (مسؤولا).
5 - بالالتفات إلى قوله تعالى لهم فيها ما يشاؤون ينشأ لدى البعض هذه السؤال: إذا أخذنا في الاعتبار المفهوم الواسع لهذه العبارة، فنتيجة هذا أن أهل الجنة إذا أرادوا مقام الأنبياء والأولياء يعطى لهم، مثلا، أو إذا طلبوا نجاة أقربائهم وأصدقائهم المذنبين المستحقين لجهنم، يعطون سؤلهم، وما سوى هذه الرغبات؟!
ويتضح الجواب مع الالتفات إلى هذه النكتة، وهو أن الحجب تزول عن أعين أهل الجنة فيدركون الحقائق جيدا، ويتضح تناسبها في نظرهم كاملا، إنهم لا يخطر ببالهم أبدا أن يطلبوا من الله طلبات كهذه، وهذا يشبه تماما أن نطلب في الدنيا من طفل في الابتدائية أن يكون أستاذا في الجامعة، أو أن يكون لص مجرم قاضي محكمة... ترى هل تخطر مثل هذه الأمور في فكر أي عاقل في الدنيا!؟
وفي الجنة أيضا كذلك، فضلا عن هذا فإن كل إرادتهم في طول إرادة الله، وإن ما يريدونه هو ما يريده الله.
* * *