وثالثة بتوفير وسائل المعصية للناس، أو تشجيعهم على ارتكاب الذنوب.
ورابعة يرتكب الذنب في العلن دون ملاحظة الدين، ولا رعاية لقانون ولا التفات لآداب عامة، وكل هذه مصاديق لإشاعة الفحشاء. لان لهذه الكلمة مفهوما واسعا (فتأملوا جيدا).
3 - 2 - مصيبة الشائعات إن اختلاق ونشر الشائعة الكاذبة يودي إلى سيطرة القلق واستبداد الاضطراب وانعدام الثقة، وهذه من أهم ما ترمي إليه الحرب النفسية للمستعمرين بغية إثارة البلبلة ونشر الفزع، ليتسنى لهم التغلب العسكري والسياسي.
فعندما يعجز العدو عن إلحاق الضرر بصورة مباشرة، يقوم بنشر الشائعات، لبث الرعب والقلق في الناس، ليشغلهم بأنفسهم، وليحرفهم عن أهم قضاياهم حساسية، وليتسنى له الظهور عليهم والتمكن منهم في كل مجال. واختلاق الشائعة من الأسلحة المخربة المستعملة ضد الصالحين والطيبين، لعزلهم وإقصاء الناس عنهم.
وبحسب أسباب النزول المعروفة بشأن الآيات موضع البحث لجأ المنافقون إلى أخس السبل لتلويث سمعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والحط من شأنه المقدس لدى الناس، باختلاق شائعة تمس طهارة وعفة إحدى زوجاته مستغلين في ذلك فرصة سنحت لهم، مما أدى إلى تشويش أفكار المسلمين، وإدخال الحزن إلى قلوبهم، بحيث اضطرب الجميع. وأصاب المؤمنين القلق الشديد حتى نزل الوحي وأنقذهم من هذه الحالة، ومرغ أنوف المنافقين في الوحل بما اختلقوا هذه الشائعة.
وجعلهم عبرة للآخرين.
ورغم أن اختلاق الشائعة يعد نوعا من الكفاح في المجتمعات التي تسودها الدكتاتورية ويفتقد الناس فيها الحرية... إلا أن من أسبابها ودوافعها الانتقام،