مرضي مستحقا للشفاعة، وأما التوبة المصطلحة فهي بنفسها شفيعة منجية، وقوله عليه السلام: وقد قال النبي لا كبيرة مع الاستغفار، الخ تمسكه عليه السلام به من جهة أن الاصرار وهو عدم الانقباض بالذنب والندم عليه يخرج الذنب عن شأنه الذي له إلى شأن آخر وهو تكذيب المعاد والظلم بآيات الله فلا يغفر لان الذنب إنما يغفر إما بتوبة أو بشفاعة متوقفة على دين مرضي ولا توبة هناك ولا دين مرضيا.
ونظير هذا المعنى واقع في رواية العلل عن أبي إسحاق الليثي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرني عن المؤمن المستبصر إذا بلغ في المعرفة وكمل هل يزني؟ قال: اللهم لا، قلت: فيلوط؟ قال اللهم لا، قلت فيسرق؟ قال لا، قلت: فيشرب الخمر؟ قال لا، قلت: فيأتي؟ بكبيرة من هذه الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش؟ قال: لا، قلت: فيذنب ذنبا؟ قال: نعم وهو مؤمن مذنب مسلم، قلت: ما معنى مسلم؟ قال: المسلم لا يلزمه ولا يصر عليه الحديث.
وفي الخصال: بأسانيد عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة تجلى الله عز وجل لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا ثم يغفر الله له لا يطلع الله له ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ويستر عليه أن يقف عليه أحد، ثم يقول لسيئاته كوني حسنات.
وعن صحيح مسلم مرفوعا إلى أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يؤتي بالرجل يوم القيامة فيقال: أعرضوا عليه صغار ذنوبه ونحوا عنه كبارها فيقال: عملت يوم كذا وكذا وكذا وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من الكبائر فيقال: اعطوه مكان كل سيئة حسنة فيقول: ان لي ذنوبا ما أراها هيهنا، قال: ولقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه.
وفي الأمالي: عن الصادق عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك وتعالى رحمته حتى يطمع إبليس في رحمته.
أقول: والروايات الثلاث الأخيرة من المطلقات والأخبار الدالة على وقوع