عليه فيكون معنى قولهم: فلو أن لنا كرة، معناه يا ليتنا نرد فنكون من المؤمنين حتى ننال الشفاعة من الشافعين كما نالها المؤمنون، فالآية من الآيات الدالة على وقوع الشفاعة.
وفي التوحيد: عن الكاظم عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون فما عليهم من سبيل، قيل: يا بن رسول الله كيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول: ولا يشفعون إلا لمن إرتضى ومن إرتكب الكبيرة لا يكون مرتضى؟ فقال عليه السلام: ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا سائه ذلك وندم عليه، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كفي بالندم توبه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم من سرته حسنة وسائته سيئة فهو مؤمن، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما والله تعالى ذكره يقول: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع، فقيل له: يا بن رسول الله وكيف لا يكون مؤمنا من لا يندم على ذنب يرتكبه فقال: ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أن سيعاقب عليه إلا ندم على ما ارتكب، ومتى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة، ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له، لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار، وأما قول الله عز وجل: ولا يشفعون الا لمن ارتضى فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه، والدين الاقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات، فمن ارتضى دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة.
أقول: قوله عليه السلام وكان ظالما، فيه تعريف الظالم يوم القيامة وإشارة إلى ما عرفه به القرآن حيث يقول: فاذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين، الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون) الأعراف - 44 و 45، وهو الذي لا يعتقد بيوم المجازاة فلا يتأسف على فوت أوامر الله تعالى ولا يسوئه إقتحام محارمه إما بجحد جميع المعارف الحقة والتعاليم الدينية وإما بالاستهانة لأمرها وعدم الاعتناء بالجزاء والدين يوم الجزاء والدين فيكون قوله به استهزائا بأمره وتكذيبا له، وقوله عليه السلام: فتكون تائبا مستحقا للشفاعة، أي راجعا إلى الله ذا دين