وأحمري، ودوار ودواري. وقوله: ولو نزلناه على بعض الأعجمين مما جمع على إرادة ياء النسب فيه، مثل قولهم النميرون. ولولا ذلك لم يجز جمعه بالواو والنون.
الا ترى انك لا تقول في الأحمر إذا كان صفة أحمرون، وإنما جاز الأعجمون لما ذكرنا.
فأما الأعاجم، فينبغي أن تكون تكسير أعجمي، كما كان المسامعة تكسير مسمعي. وقد استعمل هذا الوصف استعمال الأسماء فمن ذلك قوله: (حزق يمانية لأعجم طمطم) (1). فينبغي أن يكون من باب الأجارع (2) والأباطح. وأما قوله تعالى: (أعجمي وعربي) فالمعنى المنزل أعجمي، والمنزل عليه عربي، فقوله أعجمي وعربي يرتفع كل منهما على أنه خبر مبتدأ محذوف. وهذه الآية في المعنى كقوله: (ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين).
المعنى: ثم عزى سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على تكذيبهم، فقال: (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) أي: ما يقول هؤلاء الكفار لك، إلا ما قد قيل للأنبياء قبلك، من التكذيب والجحد لنبوتهم، عن قتادة والسدي والجبائي. وقيل: معناه ما يقول الله لك إلا ما قد قاله للرسل من قبلك، وهو الأمر بالدعاء إلى الحق في عبادة الله، ولزوم طاعته. فهذا القرآن موافق لما قبله من الكتب. وقيل: معناه ما حكاه تعالى بعده من (إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم) فيكون على جهة الوعد والوعيد أي: إنه لذو مغفرة لمن آمن بك، وذو عقاب أليم لمن كذب بك.
(ولو جعلناه قرآنا أعجميا) أي: لو جعلنا هذا الكتاب الذي تقرؤه على الناس، بغير لغة العرب (لقالوا لولا فضلت آياته) أي: هلا بينت بلسان العرب حتى نفهمه (أأعجمي وعربي) أي: كتاب أعجمي، ونبي عربي. وهذا استفهام على وجه الانكار، والمعنى. إنهم كانوا يقولون المنزل عليه عربي، والمنزل أعجمي، وكان ذلك أشد لتكذيبهم، فبين الله سبحانه أنه أنزل الكتاب بلغتهم، وأرسل الرسول من عشيرتهم، ليكون أبلغ في الحجة، وأقطع للمعذرة.