محصورا ولو كان على شئ لكان محمولا ولو كان من شئ لكان محدثا، وقال محمد بن محبوب خادم أبي عثمان المغربي قال لي أبو عثمان المغربي يوما يا محمد لو قال لك قائل أين معبودك أيش تقول؟
قلت: أقول حيث لم يزل. قال فإن قال فأين كان في الأزل أيش تقول؟ قلت: حيث هو الآن يعني أنه كان ولا مكان فهو الآن كما كان قال فارتضى ذلك مني ونزع قميصه وأعطانيه. وقال أبو عثمان المغربي كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي فكتبت إلى أصحابي بمكة أني أسلمت جديدا قال فرجع كل من كان تابعه على ذلك فهذه كلمات أعلام أهل التوحيد وأئمة جمهور الأمة سوى هذه الشرذمة الزائفة وكتبهم طافحة بذلك وردهم على هذه المنازعة لا يكاد يحصر وليس غرضنا من ذلك تقليدهم لمنع ذلك في أصول الديانات بل إنما ذكرت ذلك ليعلم أن مذهب أهل السنة ما قدمناه.
ثم إن في قولنا إن آيات الصفات وأخبارها على من يسمعها وظائف التقديس والإيمان بما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم على مراد الله تعالى ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتصديق والاعتراف بالعجز والسكوت والإمساك عن التصرف في الألفاظ الواردة وكف الباطن عن التفكر في ذلك واعتقاد أن ما خفي عليه منها لم يخف عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم وسيأتي شرح هذه الوظائف إن شاء الله تعالى فليت شعري في أي شئ نخالف السلف هل هو في قولنا كان ولا مكان أو في قولنا إنه تعالى كون المكان أو في قولنا وهو الآن على ما عليه كان أو في قولنا تقدس الحق عن الجسمية ومشابهتها أو في قولنا يجب تصديق ما قاله الله ورسوله بالمعنى الذي أراد أو في قولنا يجب الاعتراف بالعجز أو في قولنا نسكت عن السؤال والخوض فيما لا طاقة لنا به أو في قولنا يجب إمساك اللسان عن تغيير الظواهر بالزيادة والنقصان، وليت شعري فيما ذا وافقوا هم السلف هل في دعائهم إلى الخوض في هذا والحث على البحث مع الأحداث المغترين والعوام الطغام الذين يعجزون عن غسل