صد عني كارها قربي وقد كان حبيبا ورأي في الفاحم الجعد من الرأس مشيبا كشهاب غابت الشهب ويأبى أن يغيبا أو كنار تخمد النار ويزداد لهيبا كنت عريانا بلا عيب فأهدى لي العيوبا قلت ما أذنبت بالشيب إليكم فأتوبا هو داء حل جسمي * لم أجد منه طبيبا لم تجد ذنبا ولكنك لفقت ذنوبا يحتمل البيت الخامس الذي أوله " كنت عريانا بلا عيب " وجوها من التأويل:
أولها - إن يراد: أنني كنت بلا عيب فصار لي من الشيب نفسه عيب، لأن النساء يعبن به وينفرن منه.
وثانيها - أن يكون المراد: إن الشباب كان ساترا لعيوب كانت في مغفورة لي لأجله، فلما نزل الشيب أذيعت في وبقيت علي.
وثالثها - أنه لم يكن في عيب فلما نزل الشيب تمحلت لي عيوب وعلقت علي ونسبت إلي، فإن ذا الشيب أبدا معيب بين النساء متجرم عليه.
ولي وهي قطعة مفردة:
لا تطلبي مني الشباب فما * عندي شباب والشيب قد وفدا أين شبابي وقد أنفت على الستين سنا وجزتها عددا فمن بغى عندي البشاشة واللهو وبعض النشاط ما وجدا