ولا تطلبي شيئا يكون طلابه * وقد ضل عنه رائدوه عناء فإنك إن ناديت غب تلهف * شبابا وقد ولى أضعت نداء قد تضمنت هذه الأبيات من الاعتذار بحلول الشيب والتسلية عنه والتنزيه لمن حل به من تبعته وتمثيله بكل ما لا حيلة في حؤوله عن صبغته وتغيره عن صفته ما لا يكاد يجتمع في مكان واحد.
فأما الطلاوة والحلاوة فمحكم فيها العدو والحاسد فضلا عن المنصف والناقد، ولا حاجة بها إلى تفسير لمعانيها وإيضاح لفوائدها، فليس يفسر إلا بما عبارتها عنه أوضح وأصح.
ولك أيها الناقد الخبير في البيت الذي عجزه " أتاك يقينا أو أزال مراء " والبيت الذي يليه مسرح طويل في الاستحسان إن كنت منصفا فبلسانك وإن كنت ظالما غامطا فبقلبك.
ومعنى " أبيت على هذا المشيب إباء " أي كنت آبي عليه إلا بالذي يمنع جانبي منه ويؤمنني ريبه وشره، ويجري ذلك مجرى قوله تعالى " فإنه يتوب إلى الله متابا " (1) أي عظيما مقبولا.
ومعنى " كمستبدل بعد الرداء رداء " أي إنه لم يغير مني جلدا ولا أوهن قوة ولا أكسبني ضعفا وعجزا، فجرى مجرى من تبدل رداء بغيره في أن أحواله في نفسه ما تبدلت ولا تغيرت.
ولي وهي قطعة مفردة: