منهم، فإن كثرة الذكر لحسن فعالهم تهز الشجاع، وتحرض الناكل، إن شاء الله.
ثم اعرف لكل امرئ منهم ما أبلى، ولا تضمن بلاء امرئ إلى غيره، ولا تقصرن به دون غاية بلائه.
ولا يدعونك شرف امرئ إلى أن تعظم من بلائه ما كان صغيرا، ولا ضعة امرئ إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما، واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب، ويشتبه عليك من الأمور، فقد قال الله سبحانه لقوم أحب إرشادهم: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول﴾ (1)، فالرد إلى الله الاخذ بمحكم كتابه والرد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة.
* * * الشرح:
هذا الفصل مختص بالوصاة فيما يتعلق بأمراء الجيش، أمره أن يولى أمر الجيش من جنوده من كان أنصحهم لله في ظنه، وأطهرهم جيبا، أي عفيفا أمينا، ويكنى عن العفة والأمانة بطهارة الجيب، لان الذي يسرق يجعل المسروق في جيبه.
فإن قلت: وأي تعلق لهذا بولاة الجيش؟ إنما ينبغي أن تكون هذه الوصية في ولاه الخراج!
قلت: لا بد منها في أمراء الجيش لأجل الغنائم.
ثم وصف ذلك الأمير فقال: " ممن يبطئ عن الغضب ويستريح إلى العذر "، أي يقبل .