خذ (1) الصدقة من المسلمين طهرة لاعمالهم، وزكاة لأموالهم، وحكما من أحكام الله، العداء فيها حيف وظلم للمسلمين، والتقصير عنها مداهنة في الحق، وخيانة للأمانة، فادع الناس بأموالهم إلى أرفق المجامع، وأقربها إلى مصالحهم، ولا تحبس الناس أولهم لاخرهم، فإن الرجر (2) للماشية عليها شديدة، عليها مهلات (3) ولا تسقها مساقا يبعد بها الكلأ وردها (4) فإذا أوقف الرجل عليك غنمه فلا تعتم (5) من غنمه، ولا تأخذ من أدناها، وخذ الصدقة من أوسطها، ولا تأخذ من رجل إن لم تجد في إبله السن التي عليه إلا تلك السن من شروى (6) إبله، أو قيمة عدل وانظر ذوات الر (7) والماخض مما تجب منه الصدقة فتنكب عنها عن مصالح المسلمين، فإنها مال حاضرهم وزاد مغربهم أو معديهم وذخيرة زمانهم ثم أقسم للفقراء، وابدأ بضعفة المسكنة، والأيتام، والأرامل، والشيوخ فمن اجتمع لك من المساكين فكانوا أهل بيت يتعاقبون ويتحاملون فاقسم لهم ما كان من الإبل يتعاقبوه خملهم، وإن كان من الغنم امنحهم، ومن كان فذا فلا تنقص كل خمسة منهم من فريضة أو عشر شيئا إلى خمس عشرة من الغنم.
(١٧)