وقال عياض في المشارق: إن الخز ما خلط من الحرير والوبر، وذكر أنه من وبر الأرنب ثم قال يسمى ما خالط الحرير من سائر الأوبار خزا كذا في النيل (أخبرني أبي عبد الله بن سعد) بضم دال عبد الله فإنه بدل من أبي (قال رأيت رجلا) وأخرج الحاكم من طريق عبد الله بن سعد عن أبيه قال رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ببخاري، عليه عمامة خز سوداء هو يقول كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن خازم انتهى. وقال في الأطراف قيل إن هذا الرجل عبد الله بن خازم السلمي أمير خراسان (عليه) أي على الرجل (فقال كسانيها رسول وسلم الله صلى الله عليه وسلم) قد استدل بهذا على جواز لبس الخز وأنت خبير بأن غاية ما في الحديث أنه أخبر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساه عمامة الخز، وذلك لا يستلزم جواز اللبس وقد ثبت من حديث علي رضي الله عنه عند البخاري قال كساني النبي صلى الله عليه وسلم حملة سيراء فخرجت فيها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي، فلم يلزم من قول علي رضي الله عنه جواز اللبس وهكذا قال عمر رضي الله عنه لما بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم بحلة سيراء يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أكسكها لتلبسها. هذا لفظ أبي داود.
وبهذا يتبين لك أنه لا يلزم من قوله كساني جواز اللبس والله تعالى أعلم.
وقال الزيلعي: والحديث ذكره عبد الحق في أحكامه من جهة أبي داود وسكت عنه، وتعقبه ابن القطان فقال عبد الله بن سعد وأبوه والرجل الذي ادعى الصحبة كلهم لا يعرفون أما سعد والد عبد الله فلا يعرف روى عنه غير ابنه عبد الله هذا الحديث الواحد.
وأما ابنه عبد الله فقد روى عنه جماعة وله ابن يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي مروزي صدوق وله ابن اسمه أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد وهو شيخ لأبي داود. وعنه يروى هذا الحديث انتهى.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي وقال النسائي وقال بعضهم إن هذا الرجل عبد الله بن خازم السلمي أمير خراسان. هذا آخر كلامه. وعبد الله بن خازم هذا بالخاء المعجمة والزاي كنيته أبو صالح ذكر بعضهم أن له صحبة وأنكرها بعضهم وذكر البخاري هذا الحديث في التاريخ الكبير ورواه عن مخلد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي وقال عبد الرحمن: نراه ابن خازم السلمي. وقال البخاري ابن خازم ما أرى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهذا شيخ آخر.