(حدثنا ابن المثنى عن أبي داود) هو الطيالسي هذا هو الصحيح وهكذا في تحفة الأشراف، وأما في بعض النسخ عن أبي رواد فهو غلط عن المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه بغداد فبعد الاختلاط، من السابعة مات سنة ستين وقيل سنة خمس وستين قاله في التقريب (وساق نصر) بن المهاجر (واقتص ابن المثنى منه) أي من الحديث (قط) بمعنى حسب (قال) ابن المثنى (الحال الثالث الخ) يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين يصلون في أول قدومهم المدينة نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهرا لموافقة يهود المدينة ويقصدون بيت المقدس، وفي رواية لأحمد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وهو يصلي سبعة عشر شهرا إلى بيت المقدس ثم إن الله عز وجل أنزل عليه: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها) الآية فوجهه الله إلى مكة هذا حول. انتهى. قلت:
وما في رواية أحمد: توجه النبي إلى) بيت المقدس سبعة عشرا شهرا هو الصحيح، وموافق لما في صحيح البخاري وغيره ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا. وفي صحيح مسلم والنسائي ستة عشر شهرا من غير شك، ورجحه النووي في شرح مسلم والحافظ في فتح الباري، وما في رواية الكتاب ثلاثة عشر شهرا، فهو يعارض ما في الصحيحين وضعف الحافظ ابن حجر رواية ثلاثة عشر شهرا، وأشبع الكلام فيه وأطاب والله أعلم ولما غلب أهل الاسلام وتمنى النبي صلى الله عليه وسلم ودعا ربه تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، فقبل الله تعالى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (فأنزل الله هذه الآية) الآتية (قد نرى تقلب وجهك) يعني تردد وجهك وتصرف نظرك (في السماء) أي إلى جهة السماء (فلنولينك) أي فلنحولنك ولنصرفنك (قبلة) أي ولنصرفنك عن بيت المقدس إلى قبلة (ترضاها) أي تحبها وتميل إليها (فول وجهك شطر المسجد الحرام) أي نحوه وتلقاءه وأراد به الكعبة (وحيث ما كنتم) أي من بر أو بحر مشرق أو