الحديث فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكم أنتم أهل السفينة هجرتان) سيأتي هذا الحديث في غزوة خيبر مطولا وفيه البيان بان هذه الجملة الأخيرة انما هي من حديث أسماء بنت عميس كما أشرت إليه في أول الباب والله أعلم * (تكملة) * ارض الحبشة بالجانب الغربي من بلاد اليمن ومسافتها طويلة جدا وهم أجناس وجميع فرق السودان يعطون الطاعة لملك الحبشة وكان في القديم يلقب بالنجاشي واما اليوم فيقال له الحطي بفتح المهملة وكسر الطاء المهملة الخفيفة بعدها تحتانية خفيفة ويقال انهم من ولد حبش بن كوش بن حام قال ابن دريد جمع الحبش احبوش بضم أوله واما قولهم الحبشة فعلى غير القياس وقد قالوا أيضا حبشان وقالوا احبش واصل التحبيش التجميع والله أعلم (قوله باب موت النجاشي) تقدم ذكر اسمه واسم أبيه في الجنائز وان النجاشي لقب من ملك الحبشة وأفاد ابن التين انه بسكون الياء يعني انها أصلية لا ياء النسب وحكى غيره تشديدها أيضا وحكى ابن دحية كسر نونه وذكر موته هنا استطرادا لكون المسلمين هاجروا إليه وانما وقعت وفاته بعد الهجرة سنة تسع عند الأكثر وقيل سنة ثمان قبل فتح مكة كما ذكره البيهقي في دلائل النبوة وقد استشكل كونه لم يترجم بإسلامه وهذا موضعه وترجم بموته وانما مات بعد ذلك بزمن طويل والجواب انه لما لم يثبت عنده القصة الواردة في صفة إسلامه وثبت عنده الحديث الدال على إسلامه وهو صريح في موته ترجم به ليستفاد من الصلاة عليه انه كان قد أسلم (قوله فصلوا على اخيكم اصحمة) بمهملتين وزن أربعة تقدم ضبطه في كتاب الجنائز وبيان الاختلاف فيه وانه قيل فيه بالخاء المعجمة (قوله في الرواية الثانية حدثنا سعيد) هو ابن أبي عروبة (قوله في الرواية الثالثة عن سليم) هو بفتح أوله (قوله تابعه عبد الصمد) هو ابن عبد الوارث أي ان عبد الصمد تابع يزيد بن هارون في روايته إياه عن سليم بن حيان وقد تقدم بيان من وصله في كتاب الجنائز (قوله في حديث أبي هريرة عن صالح) هو ابن كيسان (قوله وعن صالح عن ابن شهاب) هو معطوف على الاسناد الموصول (قوله حدثني سعيد) هو ابن المسيب ووقع في رواية الكشميهني وحده وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهو زيادة لم يتابع عليها ولم يذكرها مسلم في إسناد هذا الحديث وقد تقدم الكلام على مباحث حديثي الباب في كتاب الجنائز (قوله باب تقاسم المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم) كان ذلك أول يوم من المحرم سنة سبع من البعثة وكان النجاشي قد جهز جعفرا ومن معه فقدموا والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وذلك في صفر منها فلعله مات بعد أن جهزهم وفي الدلائل للبيهقي انه مات قبل الفتح وهو أشبه قال ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما من أصحاب المغازي لما رأت قريش ان الصحابة قد نزلوا أرضا أصابوا بها أمانا وان عمر أسلم وان الاسلام فشى في القبائل اجمعوا على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك أبا طالب فجمع بني هاشم وبني المطلب فأدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم ومنعوه ممن أراد قتله فأجابوه إلى ذلك حتى كفارهم فعلوا ذلك حمية على عادة الجاهلية فلما رأت قريش ذلك اجمعوا أن يكتبوا بينهم وبين بني هاشم والمطلب كتابا ان لا يعاملوهم ولا يناكحوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا ذلك وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة وكان كاتبها منصور ابن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي
(١٤٦)