متعجبا من حرص أهل العراق على السؤال عن الشئ اليسير وتفريطهم في الشئ الجليل (قوله ريحانتاي) كذا للأكثر بالتثنية ولأبي ذر ريحاني بالافراد والتذكير شبههما بذلك لان الولد يشم ويقبل ووقع في رواية جرير بن حازم ان الحسن والحسين هما ريحانتي وعند الترمذي من حديث أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه وفي رواية الطبراني في الأوسط من طريق أبي أيوب قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه فقلت أتحبهما يا رسول الله قال وكيف لا وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما (قوله مناقب بلال بن رباح) بفتح الراء والموحدة واخره مهملة وقد تقدم في باب البيع والشراء مع المشركين من البيوع بيان الاختلاف في كيفية شرائه وذكر ابن سعد انه كان من مولدي السراة واسم أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح وجاء عن أنس عند الطبراني وغيره انه حبشي وهو المشهور وقيل نوبي (قوله مولى أبي بكر) روى أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن قيس بن أبي حازم قال اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق وهو مدفون بالحجارة (قوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم سمعت دف نعليك في الجنة) هو طرف من حديث أورده في صلاة الليل وقد تقدم شرحه (قوله كان عمر يقول أبو بكر سيدنا واعتق سيدنا يعني بلالا) قال ابن التين يعني ان بلالا من السادة ولم يرد انه أفضل من عمر وقال غيره السيد الأول حقيقة والثاني قاله تواضعا على سبيل المجاز أو ان السيادة لا تثبت الأفضلية فقد قال ابن عمر ما رأيت اسود من معاوية مع أنه رأى أبا بكر وعمر (قوله حدثنا إسماعيل) هو ابن أبي خالد (عن قيس) هو ابن أبي حازم (قوله إن بلالا قال لأبي بكر) كان قوله ذلك لأبي بكر في خلافة أبي بكر وقد وقع ذلك صريحا في رواية أحمد عن أبي أسامة عن إسماعيل بلفظ قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله الله صلى الله عليه وسلم (قوله فدعني وعمل الله) في رواية الكشميهني وعملي لله وفي رواية أبي أسامة فذرني اعمل لله وذكر ابن سعد في الطبقات في هذه القصة من الزيادة أنه قال رأيت أفضل عمل المؤمن الجهاد فأردت ان أرابط في سبيل الله وان أبا بكر قال لبلال أنشدك الله وحقي فأقام معه بلال حتى توفي فلما مات أذن له عمر فتوجه إلى الشام مجاهدا فمات بها في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وقيل سنة عشرين والله أعلم وكانت وفاته بدمشق ودفن بباب الصغير وبهذا جزم النووي وقيل دفن بباب كيسان وقيل بداريا وقيل بحلب ورده المنذري وقال الذي مات بحلب اخوه خالد وزعم ابن السمعاني ان بلالا مات بالمدينة وغلطوه (قوله ذكر ابن عباس) أي عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب بن هاشم ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم يكنى أبا العباس ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ومات بالطائف سنة ثمان وستين وكان من علماء الصحابة حتى كان عمر يقدمه مع الأشياخ وهو شاب أورده فيه حديثه قال ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إليه وقال اللهم علمه الحكمة وفي لفظ علمه الكتاب وهو يؤيد من فسر الحكمة هنا بالقران وقد استوعبت ما قيل في تفسيرها في أوائل كتاب العلم وقد تقدم هذا الحديث في كتاب العلم وفي الطهارة مع بيان سببه وبيان من زاد فيه وعلمه التأويل وهذه اللفظة اشتهرت على الألسنة اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل حتى نسبها بعضهم للصحيحين ولم يصب والحديث عند أحمد بهذا اللفظ من طريق ابن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وعند الطبراني من وجهين آخرين وأوله في هذا الصحيح من طريق عبيد الله بن أبي يزيد عن
(٧٨)