غيلان (قوله عن أبيه) هو حزن بفتح المهملة وسكون الزاي أي ابن أبي وهب المخزومي (قوله إن أبا طالب لما حضرته الوفاة) أي قبل ان يدخل في الغرغرة (قوله أحاج) بتشديد الجيم واصله أحاجج وقد تقدم في أواخر الجنائز بلفظ اشهد لك بها عند الله وكأنه عليه الصلاة والسلام فهم من امتناع أبي طالب من الشهادة في تلك الحالة انه ظن أن ذلك لا ينفعه لوقوعه عند الموت أو لكونه لم يتمكن من سائر الأعمال كالصلاة وغيرها فلذلك ذكر له المحاججة واما لفظ الشهادة فيحتمل ان يكون ظن أن ذلك لا ينفعه إذ لم يحضره حينئذ أحد من المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم فطيب قلبه بأن يشهد له بها فينفعه وفي رواية أبي حازم عن أبي هريرة عند أحمد فقال أبو طالب لولا أن تعيرني قريش يقولون ما حمله عليه الا جزع الموت لأقررت بها عينك واخرج ابن إسحاق من حديث ابن عباس نحوه (قوله وعبد الله بن أبي أمية) أي ابن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن محزوم وهو أخو أم سلمة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وقد أسلم عبد الله هذا يوم الفتح واستشهد في تلك السنة في غزوة حنين (قوله على ملة عبد المطلب) خبر مبتدأ محذوف أي هو وثبت كذلك في طريق أخرى (قوله فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ونزلت انك لا تهدي من أحببت) اما نزول هذه الآية الثانية فواضح في قصة أبي طالب واما نزول التي قبلها ففيه نظر ويظهر ان المراد ان الآية المتعلقة بالاستغفار نزلت بعد أبي طالب بمدة وهي عامة في حقه وفي حق غيره ويوضح ذلك ما سيأتي في التفسير بلفظ فأنزل الله بعد ذلك ما كان للنبي والذين آمنوا الآية وانزل في أبي طالب انك لا تهدي من أحببت ولأحمد من طريق أبي حازم عن أبي هريرة في قصة أبي طالب قال فأنزل الله انك لا تهدي من أحببت وهذا كله ظاهر في أنه مات على غير الاسلام ويضعف ما ذكره السهيلي انه رأى في بعض كتب المسعودي انه أسلم لان مثل ذلك لا يعارض ما في الصحيح * الحديث الثالث (قوله حدثني ابن الهاد) هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد وهو المراد بقوله في الرواية الثانية عن يزيد بهذا أي الاسناد والمتن الا ما نبه عليه (قوله عن عبد الله بن خباب) أي المدني الأنصاري مولاهم وكان من ثقات المدنيين ولم أر له رواية عن غير أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وروى عنه جماعة من التابعين من أقرانه ومن بعده (قوله وذكره عنده عمه) زاد في رواية أخرى عن ابن الهاد الآتية في الرقاق أبو طالب ويؤخذ من الحديث الأول ان الذاكر هو العباس بن عبد المطلب لأنه الذي سأل عن ذلك (قوله يبلغ كعبيه) قال السهيلي الحكمة فيه ان أب ا طالب كان تابعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بجملته الا انه استمر ثابت القدم على دين قومه فسلط العذاب على قدميه خاصة لتثبيته إياهما على دين قومه كذا قال ولا يخلو عن نظر (قوله يغلي منه دماغه) وفي الرواية التي تليها يغلي منه أم دماغه قال الداودي المراد أم رأسه وأطلق على الرأس الدماغ من تسمية الشئ بما يقاربه ويجاوره ووقع في رواية ابن إسحاق يغلي منه دماغه حتى يسيل على قدمه وفي الحديث جواز زيارة القريب المشرك وعيادته وان التوبة مقبولة ولو في شدة مرض الموت حتى يصل إلى المعاينة فلا يقبل لقوله تعالى فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا وان الكافر إذا شهد شهادة الحق نجا من العذاب لان الاسلام يجب ما قبله وان عذاب الكفار متفاوت والنفع الذي حصل لأبي طالب من خصائصه ببركة النبي صلى الله عليه وسلم وانما عرض النبي صلى الله عليه وسلم
(١٤٩)