السابقين الأولين وقد أشير في هذا الحديث إلى أنه كان عارفا بالقران وسبق في كتاب الصلاة انه كان يؤم المهاجرين بقباء لما قدموا من مكة وشهد سالم بدرا وما بعدها ويقال ان اسم أبيه معقل وكان مولى لامرأة من الأنصار فتبناه أبو حذيفة لما تزوجها فنسب إليه وسيأتي بيان ذلك في الرضاع واستشهد سالم باليمامة أيضا (قوله ذكر) بالضم ولم اعرف اسم فاعله (قوله عبد الله أي ابن مسعود وعبد الله بن عمرو أي ابن العاص (قوله فبدأ به) فيه ان التقديم يفيد الاهتمام وقوله لا أدري بدا بابي أو بمعاذ فيه ان الواو تقتضي الترتيب ظاهرا وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم اما لانهم كانوا أكثر ضبطا له وأتقن لأدائه أو لانهم تفرغوا لاخذه منه مشافهة وتصدوا لأدائه من بعده فلذلك ندب إلى الاخذ عنهم لا انه لم يجمعه غيرهم (قوله باب مناقب عبد الله بن مسعود) وهو ابن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن هذيل بن مدركة ابن الياس بن مضر مات أبوه في الجاهلية وأسلمت أمه وصحبت فلذلك نسب إليها أحيانا وكان هو من السابقين وقد روى ابن حبان من طريقه انه كان سادس ستة في الاسلام وهاجر الهجرتين وسيأتي في غزوة بدر شهوده إياها وولى بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان وقدم في أواخر عمره المدينة ومات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين وقد جاوز الستين وكان من علماء الصحابة وممن انتشر علمه بكثرة أصحابه والاخذين عنه ثم اورد المصنف فيه حديث عبد الله بن عمرو المذكور قبله وزاد في أوله حديثا تقدم في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وكان بعض الرواة سمعه مجموعا فأورده كذلك ثم اورد حديث أبي الدرداء المذكور في مناقب عمار وحذيفة آنفا ثم حديث حذيفة ما اعلم أحدا أقرب سمتا أي خشوعا وهديا أي طريقة ودلا بفتح المهملة والتشديد أي سيرة وحالة وهيئة وكأنه مأخوذ مما يدل ظاهر حاله على حسن فعاله (قوله من ابن أم عبد) هو عبد الله بن مسعود وكانت أمه تكنى أم عبد وقد ذكرت في الحديث الذي بعده حديث أبي موسى وتقدم التنبيه عليه في مناقب عمار وقد روى الحاكم وغيره من طريق أبي وائل عن حذيفة قال لقد علم المحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان ابن أم عبد من اقربهم إلى الله وسيلة يوم القيامة (قوله في حديث أبي موسى قدمت انا وأخي) تقدم بيان اسمه في مناقب أبي بكر الصديق وقوله ما نرى حال من فاعل مكثنا أو صفة لقوله حينا والحديث دال على ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يستلزم ثبوت فضله (قوله باب ذكر معاوية أي ابن أبي سفيان واسمه صخر ويكنى أيضا أبا حنظلة بن حرب بن أمية بن عبد شمس أسلم قبل الفتح واسلم أبواه بعده وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له وولي امرة دمشق عن عمر بعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان سنة
(٨٠)