فحمله عن بعض أصحابه فبين ما سمعه مما لم يسمعه (قوله مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو أحد العبادلة وفقهاء الصحابة والمكثرين منهم وأمه زينب ويقال رائطة بنت مظعون أخت عثمان وقدامة ابني مظعون للجميع صحبة وكان مولده في السنة الثانية أو الثالثة من المبعث لأنه ثبت انه كان يوم بدر ابن ثلاث عشرة سنة وكانت بدر بعد البعثة بخمس عشرة سنة وقد تقدم تاريخ وفاته في الصلاة وانها كانت بسبب من دسه عليه الحجاج فمس رجله بحربة مسمومة فمرض بها إلى أن مات أوائل سنة أربع وسبعين ثم ذكر المصنف حديث ابن عمر في رؤياه وفيه نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل وقد تقدم توجيهه في باب قيام الليل وقوله في أوله حدثنا محمد حدثنا إسحاق بن نصر كذا لأبي ذر وحده وبين ان محمدا هو المصنف ووقع عند ابن السكن وحده حدثنا إسحاق بن منصور وقوله لن ترع كذا للقابسي قال ابن التين هي لغة قليلة يعني الجزم بلن قال القزاز ولا احفظ لها شاهدا وروى الأكثر بلفظ لن تراع وهو الوجه ثم اورد المصنف من طريق يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن أخته حفصة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ان عبد الله رجل صالح وهو طرف من الحديث الذي قبله وهذا القدر هو الذي يتعلق منه بمسند حفصة وسيأتي في التعبير من طريق نافع عن ابن عمر عن حفصة مثله وزاد لو كان يصلي من الليل وتقدمت الإشارة إلى ذلك أيضا في قيام الليل ويأتي بقية ذلك في التعبير إن شاء الله تعالى (قوله باب مناقب عمار وحذيفة) اما عمار فهو ابن ياسر يكنى أبا اليقظان العنسي بالنون وأمه سمية بالمهملة مصغر أسلم هو وأبوه قديما وعذبوا لأجل الاسلام وقتل أبو جهل أمه فكانت أول شهيد في الاسلام ومات أبوه قديما وعاش هو إلى أن قتل بصفين مع علي رضي الله عنهم وكان قد ولي شيئا من أمور الكوفة لعمر فلهذا نسبه أبو الدرداء إليها واما حذيفة فهو ابن اليمان بن جابر بن عمرو العبسي بالموحدة حليف بني عبد الأشهل من الأنصار واسلم هو وأبوه اليمان كما سيأتي وولي حذيفة بعض أمور الكوفة لعمر وولي امرة المداين ومات بعد قتل عثمان بيسير بها وكان عمار من السابقين الأولين وحذيفة من القدماء في الاسلام أيضا الا انه متأخر فيه عن عمار وانما جمع المصنف بينهما في الترجمة لوقوع الثناء عليهما من أبي الدرداء في حديث واحد وقد أفرد ذكر ابن مسعود وإن كان ذكر معهما لوجوده ما يوافق شرطه غير ذلك من مناقبه وقد أفرد ذكر حذيفة في أواخر المناقب وهو مما يؤيد ما سنذكره انه لم يهذب ترتيب من ذكره من أصحاب هذه المناقب ويحتمل ان يكون افراده بالذكر لأنه أراد ذكر ترجمة والده اليمان (قوله عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشام) في رواية شعبة التي بعد هذه عن إبراهيم قال ذهب علقمة إلى الشام وهذا الثاني صورته مرسل لكن قال في أثنائه قال قلت بلى فاقتضى انه موصول ووقع في التفسير من وجه اخر عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشام في نفر من أصحاب ابن مسعود فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا (قوله حتى يجلس إلى جنبي) أي يجعل غاية مجيئه جلوسه وعبر بلفظ المضارع مبالغة زاد الإسماعيلي في روايته فقلت
(٧١)