عالما من اليهود) لم اقف على اسمه وفي حديث زيد بن حارثة المذكور ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن عمرو مالي أرى قومك قد شنفوا عليك أي أبغضوك وهو بفتح الشين المعجمة وكسر النون بعدها فاء قال خرجت ابتغي الدين فقدمت على الأحبار فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به (قوله فلقي عالما من النصارى) لم اقف على اسمه أيضا ووقع في حديث زيد بن حارثة قال لي شيخ من أحبار الشام انك لتسألني عن دين ما اعلم أحدا يعبد الله به الا شيخا بالجزيرة قال فقدمت عليه فقال إن الذي تطلب قد ظهر ببلادك وجميع من رأيتهم في ضلال وفي رواية الطبراني من هذا الوجه وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج فارجع وصدقه وآمن به قال زيد فلم أحس بشئ بعد (قلت) وهذا مع ما تقدم يدل على أن زيدا رجع إلى الشام فبعث النبي صلى الله عليه وسلم فسمع به فرجع ومات والله أعلم (قوله وانا أستطيع) أي والحال ان لي قدرة على عدم حمل ذلك كذا للأكثر بتخفيف النون ضمير القائل وفي رواية بتشديد النون بمعنى الاستبعاد والمراد بغضب الله إرادة إيصال العقاب كما أن المراد بلعنة الله الابعاد عن رحمته (قوله فلما برز) أي خارج أرضهم (قوله اللهم إني أشهدك اني على دين إبراهيم) بكسر الهمزة الأولى وفتح الثانية وفي حديث سعيد بن زيد فانطلق زيد وهو يقول لبيك حقا حقا تعبدا ورقا ثم يخر فيسجد لله (قوله وقال الليث كتب إلى هشام) أي ابن عروة وهذا التعليق رويناه موصولا في حديث زغبة من رواية أبي بكر بن أبي داود عن عيسى بن حماد وهو المعروف بزغبة عن الليث واخرج ابن إسحاق عن هشام بن عروة هذا الحديث بتمامه وأخرجه الفاكهي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد والنسائي وأبو نعيم في المستخرج من طريق أبي أسامة كلهم عن هشام بن عروة (قوله ما منكم على دين إبراهيم غيري) زاد أبو أسامة في روايته وكان يقول الهي اله إبراهيم وديني دين إبراهيم وفي رواية ابن أبي الزناد وكان قد ترك عبادة الأوثان وترك أكل ما يذبح على النصب وفي رواية ابن إسحاق وكان يقول اللهم لو اعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به ولكني لا أعلمه ثم يسجد على الأرض براحته (قوله وكان يحيي الموؤودة) هو مجاز والمراد بإحيائها إبقاؤها وقد فسره في الحديث ووقع في رواية ابن أبي الزناد وكان يفتدي الموؤدة ان تقتل والموؤدة مفعولة من وأد الشئ إذا أثقل وأطلق عليها اسم الوأد اعتبارا بما أريد بها وان لم يقع وكان أهل الجاهلية يدفنون البنات وهن بالحياة ويقال كان أصلها من الغيرة عليهن لما وقع لبعض العرب حيث سبي بنت اخر فاستفرشها فأراد أبوها ان يفتديها منه فخيرها فاختارت الذي سباها فحلف أبوها ليقتلن كل بنت تولد له فتبع على ذلك وقد شرحت ذلك مطولا في كتابي في الأوائل وأكثر من كان يفعل ذلك منهم من الاملاق كما قال الله تعالى ولا تقتلوا أولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم وقصة زيد هذه تدل على هذا المعنى الثاني فيحتمل ان يكون كل واحد من الامرين كان سببا (قوله أكفيك مؤنتها) كذا لأبي ذر ولغيره أكفيكها مؤنتها زاد أبو أسامة في روايته وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن زيد فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى ابن مريم وروى البغوي في الصحابة من حديث جابر نحو هذه الزيادة وساق له ابن إسحاق أشعارا قالها في مجانبة الأوثان لا نطيل بذكرها (قوله باب بنيان الكعبة)
(١١٠)