قتيبة اكتم هذا الامر وارجع إلى قومك فأخبرهم فإذا بلغك ظهورنا فأقبل وفي رواية عبد الله بن الصامت انه قد وجهت لي ارض ذات نخل فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله ان ينفعهم بك فذكر قصة إسلام أخيه أنيس وأمه وانهم توجهوا إلى قومهم غفار فأسلم نصفهم الحديث (قوله لأصرخن بها) أي بكلمة التوحيد والمراد انه يرفع صوته جهارا بين المشركين وكأنه فهم ان أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بالكتمان ليس على الايجاب بل على سبيل الشفقة عليه فأعلمه ان به قوة على ذلك ولهذا أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ويؤخذ منه جواز قول الحق عند من يخشى منه الأذية لمن قاله وإن كان السكوت جائزا والتحقيق ان ذلك مختلف باختلاف الأحوال والمقاصد وبحسب ذلك يترتب وجود الاجر وعدمه (قوله ثم قام القوم) في رواية أبي قتيبة فقالوا قوموا إلى هذا الصابي بالياء اللينة فقاموا وكانوا يسمون من أسلم صابيا لأنه من صبا يصبو إذا انتقل من شئ إلى شئ (قوله فضربوه حتى أوجعوه) في رواية أبي قتيبة فضربت لأموت أي ضربت ضربا لا يبالي من ضربني ان لو أموت منه (قوله (1) فأقلعوا عني) أي كفوا (قوله فأكب العباس عليه) في رواية أبي قتيبة فقال مثل مقالته بالأمس وفي الحديث ما يدل على حسن تأتي العباس وجودة فطنته حيث توصل إلى تخليصه منهم بتخويفهم من قومه ان يقاصوهم بأن يقطعوا طرق متجرهم وكان عيشهم من التجارة فلذلك بادروا إلى الكف عنه وفي الحديث دلالة على تقدم إسلام أبي ذر لكن الظاهر أن ذلك كان بعد المبعث بمدة طويلة لما فيه من الحكاية عن علي كما قدمناه ومن قوله أيضا في رواية عبد الله بن الصامت اني وجهت لي ارض ذات نخل فان ذلك يشعر بأن وقوع ذلك كان قرب الهجرة والله أعلم (قوله باب إسلام سعيد بن زيد أي ابن عمرو بن نفيل وأبوه تقدم ذكره وانه ابن عم عمر بن الخطاب (قوله حدثنا سفيان) هو ابن عيينة وإسماعيل هو ابن أبي خالد وقيس هو ابن أبي حازم (قوله لقد رأيتني) بضم المثناة والمعنى رأيت نفسي (وان عمر لموثقي على الاسلام) أي ربطه بسبب إسلامه إهانة له والزاما بالرجوع عن الاسلام وقال الكرماني في معناه كان يثبتني على الاسلام ويسددني كذا قال وكأنه ذهل عن قوله هنا قبل ان يسلم فان وقوع التثبيت منه وهو كافر لضمره على الاسلام بعيد جدا مع أنه خلاف الواقع وسيأتي في كتاب الاكراه باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر وكأن السبب في ذلك أنه كان زوج فاطمة بنت الخطاب أخت عمر ولهذا ذكر في اخر باب إسلام عمر رأيتني موثقي عمر على الاسلام انا وأخته وكان إسلام عمر متأخرا عن إسلام أخته وزوجها لان أول الباعث له على دخوله في الاسلام ما سمع في بيتها من القرآن في قصة طويلة ذكرها الدارقطني وغيره (قوله ولو أن أحدا ارفض) أي زال من مكانه في الرواية الآتية انقض بالنون والقاف بدل الراء والفاء أي سقط وزعم ابن التين انه أرجح الروايات وفي رواية الكشميهني بالنون والفاء وهو بمعنى الأول (قوله لكان) في الرواية الآتية لكان محقوقا ان ينقض وفي رواية الإسماعيلي لكان حقيقا أي واجبا تقول حق عليك ان تفعل كذا وأنت حقيق ان تفعله وانما قال ذلك سعيد لعظم قتل عثمان وهو مأخوذ من قوله تعالى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا قال ابن التين قال سعيد ذلك على سبيل التمثيل وقال الداودي معناه لو تحركت القبائل وطلبت بثار عثمان لكان أهلا لذلك وهذا بعيد من التأويل (قوله باب اسلام عمر بن الخطاب)
(١٣٤)