وقائل ذلك هو عمرو بن مرة كما في الرواية التي تليها وابن أبي ليلى هو عبد الرحمن (قوله قد زعم ذلك زيد) زاد في الرواية التي تليها قال شعبة أظنه زيد بن أرقم وكأنه احتمل عنده ان يكون ابن أبي ليلى أراد بقوله قد زعم ذلك زيد أي زيد اخر غير ابن أرقم كزيد بن ثابت لكن الذي ظنه شعبة صحيح فقد رواه أبو نعيم في المستخرج من طريق علي بن الجعد جازما به وقوله زعم أي قال كما قدمنا مرارا ان لغة أهل الحجاز تطلق الزعم على القول (قوله باب فضل دور الأنصار) أي منازلهم (قوله عن أنس) في رواية عبد الصمد المعلقة هنا سمعت أنسا وسأذكر من وصلها (قوله عن أبي أسيد) بالتصغير وهو الساعدي وهو مشهور بكنيته ويقال اسمه مالك (قوله خير دور الأنصار بنو النجار) هم من الخزرج والنجار هم تيم الله وسمي بذلك لأنه ضرب رجلا فنجره فقيل له النجار وهو ابن ثعلبة بن عمرو من الخزرج (قوله ثم بنو عبد الأشهل) هم من الأوس وهو عبد الأشهل بن جشم ابن الحرث بن الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة كذا وقع في هذه الطريق ولكن وقع في رواية معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بخير دور الأنصار قالوا بلى قال بنو عبد الأشهل وهم رهط سعد بن معاذ قالوا ثم من يا رسول الله قال ثم بنو النجار فذكر الحديث وفي اخره قال معمر وأخبرني ثابت وقتادة انهما سمعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث الا أنه قال بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل أخرجه أحمد وأخرجه مسلم من طريق صالح بن كيسان عن الزهري دون ما بعده من رواية معمر عن ثابت وقتادة واخرج مسلم أيضا من طريق أبي الزناد عن أبي سلمة عن أبي أسيد مثل رواية أنس عن أبي أسيد فقد اختلف على أبي سلمة في إسناده هل شيخه فيه أبو أسيد أو أبو هريرة ومتنه هل قدم عبد الأشهل على بني النجار أو بالعكس واما رواية أنس في تقديم بني النجار فلم يختلف عليه فيها ويؤيدها رواية إبراهيم بن محمد بن طلحة عن أبي أسيد وهي عند مسلم أيضا وفيها تقديم بني النجار على بني عبد الأشهل وبنو النجار هم أخوال جد رسول الله صلى الله عليه وسلم لان والدة عبد المطلب منهم وعليهم نزل لما قدم المدينة فلهم مزية على غيرهم وكان أنس منهم فله مزيد عناية بحفظ فضائلهم (قوله ثم بنو الحرث بن الخزرج) أي الأكبر أي ابن عمرو بن مالك بن الأوس المذكور ابن حارثة (قوله ثم بنو ساعدة) هم الخزرج أيضا وساعدة هو ابن كعب بن الخزرج الأكبر (قوله خير دور الأنصار (1) وفي كل دور الأنصار خير) خير الأولى بمعنى أفضل والثانية اسم أي الفضل حاصل في جميع الأنصار وان تفاوتت مراتبه (قوله فقال سعد أي ابن عبادة كما في الرواية المعلقة التي بعد هذا وهو من بني ساعدة أيضا وكان كبيرهم يومئذ (قوله ما أرى) بفتح الهمزة من الرؤية وهي من اطلاقها على المسموع ويحتمل ان يكون من الاعتقاد ويجوز ضمها بمعنى الظن ووقع في رواية أبي الزناد المذكورة فوجد سعد بن عبادة في نفسه فقال خلفنا فكنا اخر الأربعة وأراد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال له ابن أخيه سهيل أتذهب لترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم امره ورسول الله اعلم أوليس حسبك أن تكون رابع أربعة فرجع (قوله فقيل قد فضلكم) لم اقف على اسم الذي قال له ذلك ويحتمل ان يكون هو ابن أخيه المذكور قبل (قوله وقال عبد الصمد الخ) يأتي موصولا في مناقب سعد بن عبادة
(٨٨)