المسلمون للقتال وبايعهم النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ تحت الشجرة على أن لا يفروا وذلك في غيبة عثمان وقيل بل جاء الخبر بان عثمان قتل فكان ذلك سبب البيعة وسيأتي إيضاح ذلك في عمرة الحديبية من المغازي (قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى) أي أشار بها (قوله هذه يد عثمان) أي بدلها فضرب بها على يده اليسرى فقال هذه أي البيعة لعثمان أي عن عثمان (قوله فقال له ابن عمر اذهب بها الان معك) أي اقرن هذا العذر بالجواب حتى لا يبقى لك فيما أجبتك به حجة على ما كنت تعتقده من غيبة عثمان وقال الطيبي قال له ابن عمر تهكما به أي توجه بما تمسكت به فإنه لا ينفعك بعد ما بينت لك وسيأتي بقيته لما دار بينهما في ذلك في مناقب علي إن شاء الله تعالى * (تنبيه) * وقع هنا عند الأكثر حديث أنس المذكور قبل بحديثين والذي أوردناه هو ترتيب ما وقع في رواية أبي ذر والخطب في ذلك سهل (قوله باب قصة البيعة) أي بعد عمر (قوله والاتفاق على عثمان) زاد السرخسي في روايته ومقتل عمر بن الخطاب (قوله عن عمرو بن ميمون) هو الأزدي وهذا الحديث بطوله قد رواه عن عمرو بن ميمون أيضا أبو إسحاق السبيعي وروايته عند ابن أبي شيبة والحرث وابن سعد وفي روايته زوائد ليست في رواية حصين وروى بعض قصة مقتل عمر أيضا أبو رافع وروايته عند أبي يعلى وابن حبان وجابر وروايته عند ابن أبي عمر وعبد الله بن عمر وروايته في الأوسط للطبراني ومعد ان بن أبي طلحة وروايته عند مسلم وعند كل منهم ما ليس عند الاخر وسأذكر ما فيها وفي غيرها من فائدة زائدة إن شاء الله تعالى (قوله رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل ان يصاب) أي قبل ان يقتل (بأيام) أي أربعة كما سيأتي (قوله بالمدينة) أي بعد أن صدر من الحج وقد تقدم في الجنائز من حديث ابن عباس ان ذلك كان لما رجع من الحج وفيه قصة صهيب ويأتي في الاحكام بنحو ذلك وكان ذلك سنة ثلاث وعشرين بالاتفاق (قوله ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال كيف فعلتما أتخافان ان تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق) الأرض المشار إليها هي ارض السواد وكان عمر بعثهما يضربان عليها الخراج وعلى أهلها الجزية بين ذلك أبو عبيد في كتاب الأموال من رواية عمرو بن ميمون المذكور وقوله انظرا أي في التحميل أو هو كناية عن الحذر لأنه يستلزم النظر (قوله قالا حملناها أمرا هي له مطيقة) في رواية ابن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن حصين بهذا الاسناد فقال حذيفة لو شئت لأضعفت أرضي أي جعلت خراجها ضعفين وقال عثمان بن حنيف لقد حملت أرضي أمرا هي له مطيقة وله من طريق الحكم عن عمرو بن ميمون ان عمر قال لعثمان بن حنيف لئن زدت على كل رأس درهمين وعلى كل جريب درهما وقفيزا من طعام لأطاقوا ذلك قال نعم (قوله اني القائم) أي في الصف ننتظر صلاة الصبح (قوله ما بيني وبينه) أي عمر (الا عبد الله بن عباس) في رواية أبي إسحاق الا رجلان (قوله وكان إذا مر بين الصفين قال استووا حتى إذا لم ير فيهن) أي في الصفوف وفي رواية الكشميهني فيهم أي في أهلها خللا تقدم فكبر وفي رواية الإسماعيلي من طريق جرير عن حصين وكان إذا دخل المسجد وأقيمت الصلاة تأخر بين كل صفين فقال استووا حتى لا يرى خللا ثم يتقدم ويكبر وفي رواية أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون شهدت عمر يوم طعن فما منعني ان أكون في الصف الأول الا هيبته وكان رجلا مهيبا وكنت في الصف الذي يليه وكان عمر لا يكبر حتى يستقبل الصف المقدم بوجهه فإن رأى رجلا متقدما من الصف أو متأخرا ضربه بالدرة فذلك
(٤٩)