سورة الفتح فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر فقال لي أبي أأتكلم فقال تكلم فقال لقد علمت انى كنت ادخل على النبي صلى الله عليه وآله ويقرئني وأنتم بالباب فان أحببت ان اقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت والألم اقرئ حرفا ما حييت قال بل اقرئ الناس هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(أخبرنا) إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل ثنا السرى بن خزيمة ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن جندب قال اتيت المدينة لأتعلم العلم فلما دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا الناس فيه حلق يتحدثون قال فجعلت امضي حتى انتهيت إلى حلقة فيها رجل شاحب (1) عليه ثوبان كأنما قدم من سفر فسمعته يقول هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ولا آسي عليهم يقولها ثلاثا هلك أصحاب العقد ورب الكعبة هلك أصحاب العقد ورب الكعبة هلك أصحاب العقد ورب الكعبة قال فجلست إليه فتحدث ما قضي له ثم قام فسألت عنه فقالوا هذا سيد الناس أبي بن كعب قال فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث المنزل رث الكسوة رث الهيئة يشبه امره بعضه بعضا فسلمت عليه فرد علي السلام قال ثم سألني ممن أنت قال قلت من أهل العراق قال أكثر شئ سؤالا وغضب قال فاستقبلت القبلة ثم جثوت على ركبتي ورفعت يدي هكذا ومد ذراعيه فقلت اللهم انا نشكوهم إليك انا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرجل مطايانا ابتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهموا لنا (2) وقالوا لنا قال فبكى أبي وجعل يترضاني ويقول ويحك اني لم اذهب هناك ثم قال أبي أعاهدك لان أبقيتني إلى يوم الجمعة لا تكلمن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله لا أخاف فيه لومة لائم قال ثم انصرفت عنه وجعلت انتظر يوم الجمعة فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا الطرق مملوءة من الناس لا آخذ في سكة الا استقبلني * (2 هامش) * يقال يتجهمني فلان أي يلقاني بالغلظة والوجه الكريه 12 مجمع (*)