حسن الوجه دقيق الانف صغير الاذن طويل الأصابع جيد الثنايا أحسن الناس مضحكا إذا أضحك وأحسنه وأرزنه واحكمه وأقله اذى لقومه وهو حين بلغه عن قومه ما بلغه من الأذى العظيم الذي أرادوه عليه حيث يقول لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد (أخبرنا) أبو عبد الله بن بطنة ثم الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي قال وبلغنا ان إبراهيم لما هاجر إلى ارض الشام وأخرجوه منها طريدا فانطلق ومعه سارة وقالت له اني قد وهبت نفسي فأوحى الله إليه ان تتزوجها فكان أول وحي أنزله عليه وآمن به لوط في رهط معه من قومه وقال إني مهاجر إلى ربى انه هو العزيز الحكيم فأخرجوه من ارض بابل إلى الأرض المقدسة حتى ورد حران فأخرجوه منها حتى دفعوا إلى الأردن وفيها جبار من الجبارين حتى قصمه الله ثم إن إبراهيم رجع إلى الشام ومعه لوط فنبأ الله لوطا وبعثه إلى المؤتفكات رسولا وداعيا إلى الله وهي خمسة مدائن أعظمها سدوم ثم عمود ثم أروم ثم صعور ثم صابور وكان أهل هذه المدائن أربعة آلاف الف انسان فنزل لوط سدوما فلبث فيهم بضعا وعشرين سنة يأمرهم وينهاهم ويدعوهم إلى الله وإلى عبادته وترك ما هم عليه من الفواحش والخبائث وكانت الضيافة مفترضة على لوط كما افترضت على إبراهيم وإسماعيل فكان قومه لا يضيفون أحدا وكانوا يأتون الذكران من العالمين ويدعون النساء فغيرهم لله بذلك على لسان نبيهم في القرآن فقال أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال وهب وذكر عبد الله بن عباس ان الذي حملهم على اتيان الرجال دون النساء انهم كانت لهم بساتين وثمار في منازلهم وبساتين وثمار خارجة على ظهر الطريق وانهم أصابهم قحط شديد وجوع فقال بعضهم لبعض ان منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها معاش فقالوا كيف نمنعها فاقبل بعضهم على بعض فقالوا اجعلوا سنتكم فيها من وجدتموه في بلادكم غريبا لا تعرفوه فاسلبوه وانكحوه وسحبوه فان الناس لا يطأون بلادكم إذا فعلتم ذلك فجاءهم إبليس على تلك الجبال في هيئة صبي وضئ أحلى صبي رآه الناس وأوسمه فعمدوه فنكحوه وسلبوه وسحبوه ثم ذهب فكان لا يأتيهم من الناس الا فعلوا به فكان تلك سنتهم حتى بعث الله إليهم لوطا فنهاهم لوط عن ذلك وحذرهم العذاب واعتذر إليهم فقال يا قوم انكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ثم ذكر باقي الحديث عن ابن عباس (أخبرنا) محمد بن إسحاق الصفار ثنا أحمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة ثنا أسباط عن السدي عن أبي مالك عن
(٥٦٢)