عليه وآله وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشا فكتب رسول الله صلى الله عليه وآله بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال فكيف اكتب قال اكتب باسمك اللهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اكتب ثم قال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو نعلم أنك رسول الله لم نخالفك فكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشا يقول الله في كتابه لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر فبعثه إليهم علي بن أبي طالب فخرجت معهم حتى إذا توسطنا عسكرهم قام ابن الكواء فخطب الناس فقال يا حملة القرآن ان هذا عبد الله بن عباس فمن لم يكن يعرفه فانا اعرفه من كتاب الله هذا من نزل فيه وفي قومه بل هم قوم خصمون فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله قال فقام خطباؤهم فقالوا الا والله لنواضعنه كتاب الله فإذا جاء بالحق نعرفه استطعناه ولئن جاء بالباطل لنبكتنه بباطله ولنردنه إلى صاحبه فواضعوه على كتاب الله ثلاثة أيام فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب بينهم ابن الكواء حتى أدخلهم على علي فبعث علي إلى بقيتهم فقال قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم حتى يجتمع أمة محمد صلى الله عليه وآله وتنزلوا حيث شئتم بيننا وبينكم ان نقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلا أو تطلبوا دما فإنكم ان فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء ان الله لا يحب الخائنين فقالت له عائشة رضى الله تعالى عنها يا ابن شداد فقد قتلهم فقال والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء بغير حق الله وقتلوا ابن خباب واستحلوا أهل الذمة فقالت آلله قلت آلله الذي لا إله إلا هو قالت فما شئ بلغي عن أهل العراق يتحدثون به يقولون ذو الثدي ذو الثدي فقلت قد رأيته ووقفت عليه مع علي في القتلى فدعا الناس فقال هل تعرفون هذا
(١٥٣)