بعثنا الله من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بالاسلام حتى لم يبلق دار من دور الأنصار الا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الاسلام وبعثنا الله إليه فائتمرنا واجتمعنا وقلنا حتى متى رسول الله صلى الله عليه وآله يطرد في جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا بيعة العقبة فقال له عمه العباس يا ابن أخي لا أدرى ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك اني ذو معرفة باهل يثرب فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين فلما نظر العباس في وجوهنا قال هؤلاء قوم لا نعرفهم هؤلاء احداث فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعلى ان تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم وعلى ان تنصروني إذا قدمت عليكم وتمنعوني مما تمنعون عنه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة فقمنا نبايعه واخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين إلا أنه قال رويدا يا أهل يثرب انا لم نضرب إليه أكباد المطي الا ونحن نعلم أنه رسول الله وان اخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وان يعضكم السيف فاما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم وعلى قتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله واما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو عذر عند الله عز وجل فقالوا يا أسعد أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها قال فقمنا إليه رجلا رجلا فاخذ علينا ليعطنا بذلك الجنة هذا حديث صحيح الاسناد جامع لبيعة العقبة ولم يخرجاه.
(حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن عقيل بن شهاب قال كان بين ليلة العقبة وبين مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أشهرا وقريبا منها وكانت بيعة الأنصار رسول الله