كان غلاما إلى أن شمط وهم لا يزدادون الا طغيانا (حدثنا) أبو زكريا العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا يعقوب بن كعب الحلبي ثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة حدثني أبي عن أبيه عن جده نزلنا الحجر في غزوة تبوك فقال النبي صلى الله عليه وآله من كان عمل من هذا الماء طعاما فليلقه قال فمنهم من عجن العجين ومنهم من حاس الحيس فالقوه هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه إنما اتفقا على حديث جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمران الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجر ثمود بغير هذه الألفاظ (حدثنا) إسماعيل بن محمد الفضل ثنا جدي ثنا مسدد ثنا حجاج بن محمد عن أبي بكر بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة قال قلنا له حدثنا حديث ثمود قال أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن ثمود وكانت ثمود قوم صالح أعمرهم الله في الدنيا فطال أعمارهم حتى جعل أحدهم يبني المسكن من الدر فينهدم والرجل منهم حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا فرهين فنحتوها وجابوها وجوفوها وكانوا في سعة من معائشهم فقالوا يا صالح ادع لنا ربك ليخرج لنا آية نعلم أنك رسول الله فدعا صالح ربه فاخرج لهم الناقة وكان شربها يوما وشربهم يوما معلوما فإذا كان يوم شربها خلوا عنها وعن الماء وحلبوا عنها الماء فملئوا كل اناء ووعاء وسقاء فأوحى الله إلى صالح ان قومك سيعقرون ناقتك فقال لهم فقالوا ما كنا لنفعل قال إن لم تعقروها أنتم يوشك ان يولد فيكم مولود يعقرها قال ما علامة ذلك المولود فوالله لا نجده الا قتلناه قال فإنه غلام أشقر أزرق أصهب قال وكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان لأحدهما ابن يرغب عن المناكح وللآخر ابنة لا يجد لها كفوا فجمع بينهما مجلس فقال أحدهما لصاحبه ما منعك ان تزوج ابنك قال لا أجد له كفوا قال فان ابنتي كفو له وانا أزوج ابنك فزوجه فولد بينهما ذلك المولود وكان في المدينة ثمانية رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قال لهم صالح إنما يعقرها مولود فيكم فاختاروا ثمانية نسوة قوابل من القرية وجعلوا معهم شرطا فكانوا يطوفون في القرية فإذا وجدوا امرأة تمخض نظروا ما ولدها فإن كان غلاما فلبثوا ينظرون ما هو وان كانت جارية أعرضوا عنها فلما وجدوا ذلك المولود صرخن النسوة قلن هذا الذي يريد رسول الله صالح فأراد الشرط ان يأخذوه فحال جداه بينهم وبينه وقالوا إن كان صالحا أراد هذا قتلناه وكان شر مولود وكان يشب في اليوم شباب غيره في الجمعة ويشب في الجمعة شباب غيره في الشهر ويشب في الشهر شباب غيره في السنة فاجتمع الثمانية الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون والشيخان فقالوا نستعمل علينا هذا الغلام لمنزلته وشرف جديه فكانوا تسعة وكان صالح لا ينام في القرية بل في مكان في البرية
(٥٦٦)