ذكر وفاة موسى عليه السلام (حدثنا) أبو الحسن بن شبويه ثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن الحارث ثنا علي بن مهران ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال كان صفي الله موسى قد كره الموت وأعظمه فلما كرهه أحب الله ان يحبب إليه الموت ويكره إليه الحياة فحولت النبوة إلى يوشع بن نون فكان يغدو إليه ويروح فيقول له موسى يا نبي الله ما أحدث الله إليك فيقول له يوشع بن نون يا نبي الله ألم أصبحك كذا وكذا سنة فهل كنت أسألك عن شئ مما أحدث الله إليك حتى تكون أنت الذي تبتدئ به وتذكره فلما رأى ذلك موسى كره الحياة وأحب الموت (أخبرنا) الحسن بن محمد الأسفرائيني ثنا محمد بن أحمد بن البراء ثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه قال ذكر لي انه كان من امر وفاة صفي الله موسى صل الله عليه وسلم انه إنما كان يستظل في عريش ويأكل ويشرب في نقير من حجر كما يكرع الدابة في ذلك النقير تواضعا لله حتى أكرمه الله بما أكرمه به من كلامه فكان من امر وفاته انه خرج يوما من عريشه ذلك لبعض حاجته ولا يعلم أحد من خلق الله فمر برهط من الملائكة يحفرون قبرا فعرفهم فاقبل إليهم حتى وقف عليهم فإذا هم يحفرون قبرا ولم ير شيئا قط أحسن منه مثل ما فيه من الخضرة والنظرة والبهجة فقال لهم يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر قالوا نحفره والله لعبد كريم على ربه فقال إن هذا العبد من الله بمنزل ما رأيت كاليوم مضجعا ولا مدخلا وذلك حين حضر من الله ما حضر في قبضه فقالت له الملائكة يا صفى الله أتحب أن تكون ذلك قال وددت قالوا فانزل فاضطجع فيه وتوجه إلى ربك ثم تنفس أسهل تنفس تنفسه قط فنزل فاضطجع فيه وتوجه إلى ربه ثم تنفس فقبض الله روحه ثم صلت عليه الملائكة وكان صفي الله موسى صلى الله عليه وسلم زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة ذكر أيوب بن اموص نبي الله المبتلى صلى الله عليه وسلم (حدثنا) الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في رجب سنة احدى وأربع مائة (أخبرني) أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأخمسي ثنا الحسين بن حميد بن الربيع حدثني مروان بن جعفر السمري حدثني حميد بن معاذ ثنا مدرك بن عبد الرحمن ثنا الحسن بن ذكوان عن الحسن بن أبي الحسن عن سمرة ابن جندب عن كعب رضي الله عنه قال كان أيوب بن اموص نبي الله الصابر الذي جلب عليه إبليس عدو الله بجنوده
(٥٨٠)