وخيله ورجله ليفتنوه ويزيلوه عن ذكر الله فعصمه الله ولم يجد إبليس إليه سبيلا فألقى الله على أيوب السكينة والصبر على بلائه الذي ابتلاه به فسماه الله نعم العبد انه أواب وكان أيوب رجلا طويلا جعد الشعر واسع العينين حسن الخلق وكان على جبينه مكتوب المبتلى الصابر وكان قصير العنق عريض الصدر غليظ الساقين والساعدين وكان يعطى الا رمل ويكسوهم جاهدا ناصحا لله عز وجل (قال الحاكم) قد اختلفوا في أيوب انه في اي وقت أرسل فقال وهب بن منبه انه من ولد إبراهيم بعد يوسف وقال محمد بن إسحاق بن يسار حدثني من لا اتهم عن وهب أنه أيوب بن اموص بن رزاح بن عيصا بن إسحاق ابن إبراهيم الخليل وذكر محمد بن جرير انه كان قبل شعيب وقد رجح أبو بكر بن أبي خيثمة انه كان بعد سليمان ابن داود والله أعلم (حدثني) محمد بن صالح بن هانئ ثنا السرى بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أخبرني علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة أيوب قالت له والله قد نزل بي من الجهد والفاقة ما ان بعث قومي (برغيف فأطعمتك فادع الله ان يشفيك قال ويحك كنا في النعماء سبعين عاما فنحن في البلاء سبع سنين (حدثنا) أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد إملاء ثنا أحمد بن مهران ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم ثنا نافع ابن يزيد أخبرني عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن أيوب نبي الله لبث به بلاؤه خمسة عشر سنة فرفضه القريب والبعيد الا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه قد كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم نعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين فقال له صاحبه وما ذاك قال منذ ثمانية عشر سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه ما به فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك فقال له أيوب لا أدرى ما تقول غير أن الله يعلم اني كنت
(٥٨١)