فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل انسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطقوا حتى جاؤوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى انظر إليه فخرجوا به حتى أدخلوه على آمنة فقال أخرجي الينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك مالك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش اما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافرين أبي عمرو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني عبد مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
(وقد تواترت) الاخبار ان رسول الله صلى الله عليه وآله ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدار التي في لزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيها وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله في يد عقيل بن أبي طالب ثم في أيدي ولده بعده (كما حدثناه) أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن يزيد عن ابن شهاب أخبرني علي بن الحسين ان عمرو بن عثمان أخبره عن أسامة بن زيد أنه قال يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة قال وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور وكان عقيل ورث أبا طالب ولم يرثه علي ولا جعفر لا نهما كانا مسلمين وقد احتج الشيخان بهذا الحديث.
(أخبرنا) أبو عمرو بن السماك ببغداد والحسن بن يعقوب العدل بنيسابور (قالا) ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن قتادة عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري ان اعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وآله عن صوم يوم الاثنين قال إن ذلك اليوم الذي ولدت فيه وانزل علي فيه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إنما احتج مسلم بحديث شعبة عن قتادة بهذا الاسناد صوم يوم عرفة يكفر السنة وما قبلها.