وهو أول من آمن بإبراهيم وقوله فقال له الصديق ان الله لا يبتلى بمثل هذا مثلك ولكنه يريد أن يجر بك ويختبرك فلا تسوء ن بالله ظنك فان الله يجعلك للناس اماما ولا حول ولا قوة لإبراهيم وإسحاق الا بالله الرحمن الرحيم فذكر وهب حديثا طويلا إلى أن قال وهب وبلغني ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لقد سبق إسحاق الناس إلى دعوة ما سبقها إليه أحد ويقومن يوم القيامة فليشفعن لأهل هذه الدعوة واقبل الله على إبراهيم في ذلك المقام فقال اسمع منى يا إبراهيم أصدق الصادقين وقال لإسحاق اسمع منى يا اصبر الصابرين فاني قد ابتليتكما اليوم ببلاء عظيم لم ابتل به أحدا من خلقي ابتليتك يا إبراهيم بالحريق فصبرت صبرا لم يصبر مثله أحد من العالمين و ابتليتك بالجهاد في وأنت وحيد وضعيف فصدقت وصبرت صبرا وصدقا لم يصدق مثله أحد من العالمين وابتليتك يا إسحاق بالذبح فلم تبخل بنفسك ولم نعظم ذلك في طاعة أبيك ورأيت ذلك هنيئا صغيرا في الله كما يرجوا من أحسن ثوابه ويسر به حسن لقائه وانى أعاهدكما اليوم عهدا لا أحبسن به اما أنت يا إبراهيم فقد وجبت لك الجنة على فأنت خليلي من بين أهل الأرض دون رجال العالمين وهي فضيلة لم ينلها أحد قبلك ولا أحد بعدك فخر إبراهيم ساجدا تعظيما لما سمع من قول الله متشكر الله واما أنت يا إسحاق فتمن على بما شئت وسلني واحتكم أوتك سؤلك قال أسألك يا الهى ان تصطفيني لنفسك وان تشفعني في عبادك الموحدين فلا يلقاك عبد لا يشرك بك شيئا الا اجرته من النار قال له ربه أوجبت لك ما سألت وضمنت لك ولايتك ما وعدتكما على نفسي وعد الا اخلفه وعهد الا أحبسن به وعطاء هنيئا ليس بمردود (حدثني) محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسين بن الفضل ثنا أبو غسان النهدي ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله وإذا ابتلى إبراهيم ربه كلمات فأتمهن قال مناسك الحج هذا حديث صحيح الاسناد وشواهدها كثيرة قد خرجتها في كتاب المناسك (ذكر لوط النبي صلى الله عليه وآله) (قد اتفقت) الروايات في أنه من بيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم ثم اختلفوا أهو من ولده أو من ولد أخيه (فأخبرنا) الحسن بن محمد الأسفرايني ثنا أبو الحسن بن البراء ثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه قال لما توفيت سارة تزوج إبراهيم امرأة يقال لها حجورا فولدت له سبعة نفر بافس ومدين وكيسان ولوط وسرخ وأميم ونشان وذكر أيضا في هذا الكتاب وهب مدين درجات لإبراهيم وان لوطا كان منهم
(٥٦٠)