ابن عباس رضي الله عنهما وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرفوعا قال لما خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط واتوها نصف النهار فلما بلغوا نهر سدوم لقوا ابنة لوط تستقى من الماء لأهلها وكان له ابنتان فقالوا لها يا جارية هل من منزل قالت نعم مكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم فاتت أباها فقالت يا أبتاه أدرك فتيانا على باب المدينة ما رأيت وجوه قوم هي أحسن منهم لا يأخذهم قومك فيفضحوهم وقد كان قومه نهوه ان يضيف رجلا حتى قالوا أحل علينا فليضيف الرجال فجاءهم ولم يعلم أحدا الا بيت أهل لوط فخرجت امرأته فأخبرت قومه قالت إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط فجاءه قومه يهرعون إليه فلما اتوه قال لهم لوط يا قوم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد هؤلاء بناتي هن أطهر لكم مما تريدون قالوا له أولم ننهك ان نضيف الرجال قد علمت أن مالنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد فلما لم يقبلوا منه ما عرضه عليهم قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلي ركن شديد يقول صلوات الله عليه لو أن لي أنصارا ينصروني عليكم أو عشيرة تمنعني منكم لحالت بينكم وبين ما جئتم تريدونه من أضيافي ولما قال لوط لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد بسط حينئذ جبريل جناحيه ففقأ أعينهم وخرجوا يدوس بعضهم في آثار بعض عميانا يقولون النجا النجا فان في بيت لوط أسحر قوم في الأرض فذلك قول الله عز وجل ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم وقالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا إليك فاسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد الا امرأتك فاتبع آثار أهلك يقول وامضوا حيث تؤمرون فأجرجهم الله إلى الشام وقال لوط أهلكوهم الساعة فقالوا انا لم نؤمر الا بالصبح أليس الصبح بقريب فلما إن كان السحر خرج لوط وأهله معه امرأته فذلك قول الله عز وجل الا آل لوط نجيناهم بسحر هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ذكر هود النبي صلى الله عليه وسلم (حدثنا) محمد بن إبراهيم الهاشمي ثنا أحمد بن سلمة والحسين بن محمد بن زياد (قالا) ثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال كان هود النبي صلى الله عليه وسلم رجلا جلدا هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (حدثنا) أبو بكر محمد بن عبد الله بن غياث العبدي ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أنبأ عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن سابط قال إنه لم تهلك أمة الا لحق نبيها بمكة فيعبد فيها حتى يموت وان قبر
(٥٦٣)