باب السور فلم يجبهم أحد فاتوا بسبب فاسندوه إلى السور ثم رقى منهم راقي على السور فقال يا عباد الله قردة والله لها أذناب تعاوى ثلاث مرات ثم نزل من السور ففتح السور فدخل الناس عليهم فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم يعرف الانس أنسابهم من القردة قال فيأتي القرد إلى نسيبه وقريبه من الانس فيحتك به ويلصق ويقول الانسان أنت فلان فيشير برأسه أي نعم ويبكي وتأتي القردة إلى نسبيها وقريبها من الانس فيقول لها أنت فلانة فتشير برأسها أي نعم وتبكي فيقول لهم الانس اما انا حذرنا كم غضب الله وعقابه ان يصيبكم بخسف أو مسخ أو ببعض ما عنده من العذاب قال ابن عباس فاسمع الله أن يقول فأنجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلا أدرى ما فعلت الفرقة الثالثة قال ابن عباس فكم قد رأينا من منكر فلم ننه عنه قال عكرمة فقلت ما ترى جعلني الله فداك انهم قد أنكروا وكرهوا حين قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا فأعجبه قولي ذلك وأمر لي ببردين غليظين فكسانيهما هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
(أخبرنا) أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو جعفر عيسى بن عبد الله بن ماهان عن الربيع بن انس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله عز وجل وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهور هم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم إلى قوله تعالى أفتهلكنا بما فعل المبطلون قال جمعهم له يومئذ جميعا ما هو كائن إلى يوم القيامة فجعلهم أرواحا ثم صورهم واستنطقهم فتكلموا و اخذ عليهم العهد والميثاق واشهد هم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون قال فانى اشهد عليكم السماوات السبع