إليه انتفع بعلمه، وان استغني عنه اكتفى، قيل: فأي الناس أشر؟ قال:
الذي لا يبالي ان يراه الناس مسيئا.
4 - وقال داود لابنه سليمان عليهما السلام: لف العلم حول عنقك واكتبه في ألواح قلبك. كما في عقد الفريد: 1، 264، ط 2.
5 - وروى معلم الأمة الشيخ المفيد (ره) معنعنا، في الحديث 2، من المجلس 39، من أماليه عن عكرمة، قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول لابنه علي بن عبد الله: ليكن كنزك الذي تدخره العلم، وكن به أشد اغتباطا منك بكنز الذهب الأحمر، فاني مودعك كلاما ان أنت وعينه اجتمع لك به خير الدنيا والآخرة: لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الامل، ويقول في الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، ان أعطي منها لم يشبع، وان منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبغي الزيادة فيما بقي، ويأمر بما لا يأتي، يحب (يصحب خ ل) الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض الفجار وهو أحدهم، ويقول لم أعمل فأتعنى، ولا أجلس فأتمنى (32) وهو يتمنى المغفرة وقد دأب في المعصية، قد عمر ما يتذكر فيه من تذكر، يقول فيما ذهب: لو كنت عملت ونصبت كان ذخرا لي، ويعصي ربه تعالى فيما بقي غير مكترث، ان سقم ندم على العمل، وان صح امن واغتر وأخر العمل، معجب (معجبا خ) بنفسه ما عوفي، وقانط (وقانطا خ) إذا ابتلى، ان رغب أشر، وان بسط (سخط خ) له هلك، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، لا يثق من الرزق بما قد ضمن له، ولا يقنع بما قسم له، لم يرغب قبل ان ينصب، ولا ينصب فيما يرغب، ان استغنى بطر، وان افتفر قنط، فهو يبتغي الزيادة وان لم يشبع، ويضيع من نفسه ما هو اكره (أكبر خ) يكره الموت