وفي الحديث الثالث، من الباب معنعنا، عن حفص بن غياث، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، ومن جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فان الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله نأمره بالصبر والرفق فقال: " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين اولي النعمة (83) " وقال تبارك وتعالى: " ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقيها الا الذين صبروا وما يلقيها الا ذو حظ عظيم (84) " فصبر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نالوه بالعظائم ورموه بها (85)، فضاق صدره فأنزل الله عز وجل: " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين (86) " ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عز وجل: " قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون، ولقد كذبت رسول من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا (87) " فألزم النبي صلى الله عليه وآله نفسه الصبر، فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه، فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي، ولا صبر لي على ذكر إلهي، فأنزل الله عز وجل:
" ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون (88) " فصبر النبي صلى الله عليه وآله في جميع