- 187 - ومن كلام له عليه السلام لما مر في مسيره إلى صفين بكربلاء (1) نصر بن مزاحم (ره) عن مصعب بن سلام، قال: حدثنا الأجلح بن عبد
(١) والظاهر إنه عليه السلام في الذهاب إلى صفين قد عدل عن وجهته هو وجماعة من خواصه فمر بكربلاء ثم رجع إلى المعسكر وتوجهوا نحو صفين، ويؤيده ما ذكره أحمد بن حنبل في مسنده: ج ١، ص ٨٥ عن عبد الله بن نجي [الحضرمي] عن أبيه أنه سار مع علي عليه السلام - وكان صاحب مطهرته - فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: أصبر أبا عبد الله أصبر أبا عبد الله... وقال في كنز العمال: أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلي وسعيد بن منصور.
وقال أيضا في الزوائد: ج ٩ ص ٨٧، وقال: أخرجه البزار والطبراني ورجاله ثقات. وما في ترجمة غرفة الأزدي من أسد الغابة: ج ٤ ص ١٦٩: قال غرفة: دخلني شك في شأن علي، فخرجت معه على شاطئ الفرات، فعدل عن الطريق [فسرنا إلى أن] وقف ووقفنا حوله فقال بيده: (هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم، بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلا الله).
قال [غرفة] فلما قتل الحسين خرجت حتى أتيت المكان الذي قتلوا فيه، فإذا هو كما قال ما أخطأ شيئا، فاستغفرت الله مما كان مني من الشك، وعلمت أن عليا رضي الله عنه لم يقدم إلا بما عهد إليه فيه.