فقال أمير المؤمنين [عليه السلام]:
إذا سأل سائل، فليعقل وإذا سئل مسؤول فليثبت، إن من ورائكم أمورا أتتكم جللا، وبلاء مبلحا مكلحا (8).
والذي فلق الحبة، وبرئ النسمة، لو فقدتموني ونزلت [بكم] كراهية الأمور (9) وحقائق البلاء، لفشل
(٨) هذا هو الموافق لما ذكره ابن قتيبة في غريب كلامه عليه السلام، كما في ختام كلام السيد الرضي من غريب قصار كلام أمير المؤمنين عليه السلام في شرح النهج لابن أبي الحديد: ج ١٩، ص ١٢٦، وقريب منه أيضا في رواية الثقفي رحمه الله ورواية سليم بن قيس رحمه الله، وفي المحكي عن مصنف ابن أبي شيبة هكذا: (إن من ورائكم أمورا تتم جللا، وبلاء ملحا مكلحا). أقول: الجلل كالجبل -: العظيم. ومبلحا: معجزا معييا. ومكلحا: مكسر الوجه معبسه.
(٩) أي الأمور المكروهة. وفي النهج: (لو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور، وحوازب الخطوب...). وقال في مادة:
(حزب) من النهاية: ومنه حديث علي: (نزلت كرائه الأمور، وحوازب الخطوب). [هو]: جمع حازب وهو الأمر الشديد. أقول والكرائه: جمع الكريهة: مؤنث الكريه: الأمر الشديد. الداهية.