نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٨
بؤ بها إلى النار يا مارق! فقال: عبد الله: ستعلم أينا أولى بها صليا. فقال:
[أبو أيوب]: وأبيك اني لأعلم. إذا أقبل صعصعة بن صوحان فوقف وقال:
أولى بها والله صليا من ضل في الدنيا عميا، وصار إلى الآخرة شقيا، أبعدك الله وأترحك (4) أما والله لقد أنذرتك هذه الصرعة بالأمس، فأبيت إلا نكوصا على عقبيك، فذق يا مارق وبال أمرك. أبا أيوب في قتله، ضربه ضربة بالسيف أبان بها رجله وأدركه بأخرى في بطنه وقال [له]: لقد صرت إلى نار لا تطفأ، ولا يبوخ (5) سعيرها. ثم احتزا رأسه وأتيا به عليا فقالا: هذا رأس الفاسق الناكث المارق عبد الله بن وهب. فنظر إليه.
ثم قال لهما: اطلبا لي ذا الثدية. فطلب فلم يوجد، فرجعا إليه وقالا:
ما أصبنا شيئا فقال:
والله لقد قتل في يومه هدا، وما كذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبت عليه قوموا بجمعكم فاطلبوه.
فقامت جماعة من أصحابه فتفرقوا في القتلى فأصابوه في دهاس من الأرض (6)

(4) عطف تفسير لقوله: (أبعدك الله).
(5) يقال: (بأخ الحر، أو النار، أو الغضب - من باب قال.
بوخا): سكن وخمد وفتر.
(6) الدهاس - كسحاب، والدهس كفلس -: المكان السهل، والجمع أدهاس.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست