اليشكري (2) وغيرهم من الرؤساء فتبايعوا ما يتظاهرون به من الدين بالدنيا، وتجهزوا منتظرين ما يكون من أمير المؤمنين عليه السلام، ولما بلغهم إنه عسكر بالنخيلة متوجها إلى الشام، أجلب معاوية خيله ورجله وسار بقضه وقضيضه نحو علي عليه السلام، واستعمل على مقدمته أبا الأعور عمرو بن سفيان، وعلى ساقته بسر بن أرطاة العامري فوافى (صفين) قبل مجئ علي عليه السلام، فعسكر في موضع سهل على شريعة لم يكن على الفرات في ذلك الموضع أسهل منها للورود على الماء، وما عداها أخراق عالية ومواضع إلى الماء وعرة، ووكل أبا الأعور السلمي بالشريعة مع أربعين ألفا (3).
قال نصر بن مزاحم (ره) عن الأسدي عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد، عن عبد الله بن عوف بن الأحمر، قال: لما قدمنا [تحت لواء علي عليه السلام] على معاوية وأهل الشام بصفين، وجدناهم قد نزلوا منزلا اختاروه مستويا بساطا واسعا، وأخذوا الشريعة فهي في أيديهم وقد صف أبو الأعور عليها